ربع مقال

الغلاء.. هذا أو الطوفان

د. خالد حسن لقمان

موجات الغلاء التي تجتاح البلاد الآن توشك أن تغرق الجميع أن لم يكن هذا قد حدث بالفعل، وبتنا جميعاً نغني مع “عبد الحليم حافظ ” نغرق.. نغرق.. نغرق.. فهل هنالك من أحد ما يخرجنا من هذا اليم ؟!!.. المثير والمؤسف أن الحالة باتت قاتمة ومظلمة لدرجة لا يرى معها أي بصيص أمل لإنفراج يمكن أن يمسك به الناس ويتطلعون نحوه.. لا شيء يدعو للتفاؤل بشأن تحسن الحالة الاقتصادية ومن ثم تحسن الوضع المعيشي وهذه حالة غريبة وفريدة في تاريخ البلاد ففي مراحل سابقة كانت تحدث أزمات اقتصادية مماثلة إلا أنه كانت هنالك منافذ هنا وهناك هيأتها حينها أقدار هذا البلد المدهش، فخرجنا وخرج الجميع عبرها من تلك الأزمات، أما الآن فالوضع بات مختلفاً وقد أظلمت الدنيا كلها أمام الناس، وكيف لا وهذا هو وزير المالية الذي ترجو منه العالمين التبشير بشيء من الانفراج يقول وبكلمات واضحة لا ريب فيها: بأن الأمر بات صعباً أمام إيجاد حلول عبر القروض والمنح وأي صورة من صور التمويل كما قال: (جلسنا مع أي شخص تحدث عن تمويل ولم نجد منه شيئا..!!) ..  بعد هذه الكلمات من أعلى مسؤول مالي في البلد، ماتت آخر الآمال وغبرت وبات الحال على باب الله، وهو وضع خطير للغاية ويجب على الدولة وأجهزتها حسابها على هذه الدرجة من الخطورة لتواجهها بشجاعة حقيقية وموضوعية تامة.. نعم هذا أو الطوفان ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية