تأسفت وأنا أطالع في صحف أمس حديث النائب الأول السابق، لرئيس الجمهورية، الأستاذ “علي عثمان محمد طه” وهو يحكي بأسى كيف أنه فشل في الحصول على قطعة أرض من ولاية الخرطوم لتكون مقراً لذوي الإعاقة، وإن لم يترك في ذلك مكتباً أو مسؤولاً كبيراً أو صغيراً إلا ولجأ إليه، والنائب الأول عندما تقدم بطلبه ليس من أجل الحصول على منزل أو قطعة أرض تخصه هو أو لأحد أقاربه، وإنما لصالح شريحة مهمة اقل ما يمكن أن يقدم لها من عون ودعم من الحكومة هو توفير هذه الدار لإيوائهم ومناقشة قضاياهم وهمومهم.
لم يعطِ المسؤولين في ولاية الخرطوم، الرجل قدره فهو ليس شخصاً عادياً، حتى يتم التعامل مع طلبه بهذا التعسف، وأنا متأكد أنه لو لم يبلغ الأمر مداه لما تحدث الرجل وهو معروف بطول البال وكظم الغيظ عن هذه الإشكالية على الهواء الطلق، “علي عثمان” شخصية استثنائية كان لها دور بارز في الدولة، وكان مسؤولاً كبيراً يُوجه ويصوب، فهو أدرى بما يقوم به من أدوار إنسانية بعد أن غادر الكرسي الرفيع بالحكومة، فقد كان قبلها في عمق هذا الملف في يوم من الأيام وهو وزير للرعاية.
يبدو أن إشكالية هذه الشريحة التي حمل النائب الأول السابق أوراقها بنفسه، لتوفير دار لهم لن تحل إلا بتوجيه أعلى كما كان يفعل الأستاذ (علي عثمان) عندما كان نائباً أولاً مسؤولاً تنفيذياً لا يشق له غبار، فهل يفعل النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق “بكري حسن صالح” ويوفر بجرة قلم مأوى لذوي الإعاقة. والله المستعان..