ولنا رأي

لماذا تغييب المعلومات عن الإعلام؟!

عندما استهدفت إسرائيل مصنع اليرموك قبيل عيد الأضحى المبارك بيومين تقريباً عند منتصف الليل ظللنا وإلى أن انعقد المؤتمر الصحفي عند الرابعة من عصر اليوم الثاني في غياب تام عن المعلومات، وكلما سألنا شخص نتحدث بعيداً عن الواقع، وحتى كثير من المسؤولين لا ندري إن كانت لهم معلومات ولا يريدون بثها للشعب السوداني أم هم أيضاً مغيبون عن المعلومات، بينما الفضائيات والنت ملئت بالمعلومات عن الضربة وأسبابها.. لا ندري إلى متى تدس الحكومة المعلومات عن الشعب وعن الصحافة التي يفترض أن تزود بالمعلمات للرد على الجهة التي استهدفت الوطن، وتدحض افتراءاتها من واقع المعلومات التي زودت بها الصحافة، ولكن أن يغيب الدور الإعلامي تماماً ويحاول الاجتهاد للحصول على أي معلومة لإقناع، ويحاول الاجتهاد للحصول على أي معلومة لإقناع الآخرين، لقد كانت الضربة واضحة وشاهدها معظم سكان جبرة ومن جاورها، وفزع السكان وخرجوا من منازلهم وكأنه يوم الحشر، خرج الناس عراة حسب وصف من شاهد المشهد، وهو الأقرب إلى ذلك، وتعالت صيحات النساء والأطفال، والوصف الذي قدمه لي من كان بالمنطقة يجعلك تحس بأنه الأقرب إلى يوم القيامة، يوم يفر المرء من أخيه، أمه وأبيه، قال لي ذلك الشخص: لقد نجوت بنفسي وتركت أهل بيتي، وجريت مع الذين جروا.. أنا في فزع كبير، ولم أصدق أنني سوف أنجو نظراً لتطاير القذائف وصراخ المواطنين وهروبهم إلى حيث لا يدرون.. الكل يحاول أن يخارج نفسه إلى أن انجلت المعركة وأصبح الصباح، فبدأ الناس يسألون عن الحدث والنساء يبحثن عن أطفالهم وكبار السن..
إن الاستهداف الذي وقع على مصنع اليرموك وقع من قبل وأصاب صاحب السوناتا، ومن بعده صاحب العربة البرادو.. ولكن لن يكون استهداف مصنع اليرموك آخر استهدافات إسرائيل؛ ولذلك ينبغي على الدولة أن تبعد كل ما يتعلق بالتصنيع الحربي بعيداً عن سكن المواطنين؛ حفاظاً على أرواحهم، ولولا عناية الله لفقدنا مئات المواطنين نتيجة لذلك القذف.
إن غياب المعلومة عن وسائل الإعلام لم يكن عندما استهدف مصنع اليرموك، ولكن في كل الأحداث التي تقع تجد الإعلام في حالة توهان، وغياب كامل عن المعلومات، وأذكر عندما سقطت طائرة الراحل “جون قرنق” معظم الشعب كان يعلم بالحادث، ولكن الدولة دائماً تأتي متأخرة، فأذكر عندما دخلنا مجلس الوزراء بعد أن اشتعل الشارع، وأصبح الإخوة الجنوبيون يضربون الشماليين ويقتلونهم دخلت مجلس الوزراء ومعي بعض الصحفيين، فوجدنا عدداً من الوزراء فأبلغناهم بما جرى في الشارع من قتل ودمار للمواطنين، وقتها انتبه الوزراء، وأعلنوا عن انعقاد مؤتمر صحفي فوراً، لا ندري هل حقيقة كان المسؤولون – وقتها – لا يملكون المعلومات أم أن كل واحد ينتظر الآخرين، ولو تملك الشعب وقتها المعلومات لما راح العديد من الضحايا في أحداث الاثنين الأسود، وتكررت المأساة، ولم تكن أحداث الاثنين الأسود آخر الأحداث بل تكررت والمسؤولون في حالة صمت يحاولون إخفاء المعلومات، لا ندري لماذا!!، هذا سؤال يجب أن يجيبوا عليه قبل أن تقع كارثة أخرى، ونحاول البحث عن أسبابها حتى تأتينا المعلومات من الخارج، نطالب المسؤولين بتمليك الإعلام المعلومات أولاً بأول؛ حتى نتمكن من توضيح الحقائق كاملة للشعب للوقوف إلى جانب الدولة بدلاً عن هذا التوهان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية