* إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها لم أتعرف على التعديل الحكومي الجديد، ولا أدري من سيخرج ومن سيدخل، إلا أن الأمر يبدو لي هذه المرة خالٍ من أي شعور بالتفاؤل لدى عامة الناس، بالرغم من التأكيدات الحكومية والحزبية (الحاكمة) التي أشارت إلى تعديلات إيجابية تقصي الفاشلين في ملفاتهم ومناصبهم ومهامهم، وتدفع بآخرين يمتلكون القدرة على تجاوز هذا العجز والفشل، خاصة على مستوى الأداء الاقتصادي الذي أوصل البلاد إلى حالة الاختناق الكامل، وأدخلها إلى نفق مظلم لا يبدو من أمامه ولا خلفه أي بصيص من الضوء .. وهو الوضع الذي يحتم بالفعل الدفع ليس بمن هُم أفضل، بل بمن هم أقدر عملياً وواقعياً على إحداث جديد بأعجل ما يتيسر لإنقاذ البلاد، وإبعادها من حافة الانهيار الاقتصادي الكامل ..
* لذا فإن كل من سمع اسمه بالأمس ضمن الداخلين الجدد للتشكيلة الحكومية، عليه أن يدرك تماماً بأن دخوله قد جاء في غير ظرف التغيير المألوف الذي تذبح معه الذبائح، وتقام له الولائم، بل إنه قد جاء في ساعة قبيل الطوفان الذي إن جاء ابتلع الجميع وأغرقهم بما فيهم وبما عليهم، وهو الحال الذي تشمر معه الأيادي وترتقي فيه الهمم وتعتصر فيه النفوس والأجسام لتعطي أقصى ما لديها من عطاء متجرد ومتفوق ومنتصر على كل أسباب العجز والفشل، وهذا لعمري لا تفعله إلا النفوس العالية والعقول المستنيرة والقلوب الحية العامرة بالإيمان والمحبة للأوطان ..