تقارير

-“البشير”: أصدرنا عفواً رئاسياً عن جميع الأثيوبيين المحكوم عليهم في قضايا الحق العام إكراماً لزيارة “أبي أحمد”

- في ختام زيارة الرئيس الأثيوبي

رئيس الوزراء الأثيوبي: نتفهم مسألة تقاسم المياه بين الدول الثلاث بمسؤولية كبيرة وليست لدينا نية للإضرار بالسودان أو مصر
استقبال رئاسي حافل وعناق واستبشار، هكذا كان المشهد عند استقبال رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير” لرئيس الوزراء الأثيوبي دكتور “أبي أحمد” لدى وصوله إلى البلاد أمس الأول (الأربعاء)، في أول زيارة رسمية له بعد توليه منصب رئاسة الوزراء، وفي إشارة لمساعي التكامل بين البلدين، قال وزير الخارجية الأثيوبي خلال تصريحات صحفية بمطار الخرطوم أمس الأول، (ربما تفصل أديس أبابا والخرطوم الحدود الجغرافية، ولكن لا حدود تفصل قلوبنا)، تلك العبارات التي قفزت فوق حاجز الخلافات الحدودية بين البلدين حاملة نوايا ووعياً بضرورة التقارب بين الدولتين الجارتين، رد عليها رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد أمس (الخميس)، في ختام زيارة “أبي” بقرار رئاسي، بالعفو عن جميع الأثيوبيين المحكوم عليهم في قضايا الحق العام.
وأبدى “البشير” تفاؤله بأن يصل التكامل بين البلدين مرحلة لا يحتاج فيها مواطنوهما لتأشيرة سفر عند التنقل بين حدودهما، بل وعد بأن يكون اللقاء القادم بين الرئيسين في أثيوبيا.
الزيارة التي التقى خلالها رئيس الوزراء الأثيوبي والوفد المرافق له، رئيس الجمهورية ونائبيه، لم تغفل ملف سد النهضة، حيث أبدى الرئيسان وجهات نظر واضحة وصريحة في هذا الصدد، ووقفت كذلك على قضايا الحدود والتعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بل وعد رئيس الجمهورية بفتح فروع لجامعات سودانية في أثيوبيا.
الخرطوم – ميعاد مبارك

اختتم رئيس الوزراء الأثيوبي الدكتور “أبي أحمد” زيارته للخرطوم، التي استمرت ليومين، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، والنائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول “ركن بكري حسن صالح” ونائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن”.
وبنفس حفاوة الاستقبال كانت حرارة الوداع أمس (الخميس)، بمطار الخرطوم، حيث كان “البشير” وعدد من المسؤولين في وداع رئيس الوزراء الأثيوبي والوفد المرافق له.
} العفو الرئاسي
أصدر رئيس الجمهورية أمس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي للبلاد، قراراً جمهورياً بإسقاط العقوبة عن جميع الأثيوبيين المحكوم عليهم في قضايا الحق العام، ملزماً جميع الجهات المختصة بوضع هذا القرار موضع التنفيذ، وقال ضاحكاً وهو يحدث نظيره الأثيوبي خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد أمس، بالقصر الجمهوري في ختام الزيارة: (من بكرة العايز منهم يقعد في السودان يقعد، والعايز يرجع أثيوبيا يرجع)، مؤكداً أن هذا العفو إكرام لزيارة رئيس الوزراء الأثيوبي.
}تطابق وجهات النظر
أكد رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الصحفي، على تطابق وجهات النظر بين البلدين في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تم التداول حولها خلال الزيارة، وأبان أن المباحثات تناولت تعزيز العلاقات التجارية وتسهيل حركة المواطنين وحماية السلع والبضائع الأثيوبية عبر الموانئ السودانية وإنشاء مناطق حرة في عدد من المواقع وتعزيز تبادل المنافع والسلام عبر الحدود المشتركة.
وقال رئيس الجمهورية (سنقوم بتنشيط اللجنة العليا بين البلدين، ومراجعة كل ما تم الاتفاق عليه والعمل على تنفيذه)
“البشير” أشار إلى اتفاق البلدين على التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا السلام في الإقليم وجنوب السودان بوجه خاص.
}عبر الإيقاد
رئيس الجمهورية أكد أن سد النهضة كان أحد القضايا التي تم التداول حولها قائلاً (نحن متوافقون تماماً حول سد النهضة وهناك التزام قاطع بأن لا تتأثر حصص مياه جمهورية مصر العربية من قيام السد)، وأضاف (السودان وجد عبر الدراسات أن آثار السد الإيجابية تفوق بأضعاف آثاره السلبية).
موضحاً أنه تم التأكد تماماً من سلامة السد وأنه لا يشكل تهديداً للسودان ومصر وأن يتم ملء البحيرة بطريقة لا تؤثر سلباً على منشآت الري في السودان ومصر.
وأكد “أبي” خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري أمس، أن أثيوبيا تتفهم مسألة تقاسم المياه بين الدول الثلاث بمسؤولية كبيرة، وتحرص على تحقيق الفائدة للسودان ومصر وأثيوبيا في آن واحد، حيث يستفيد الجميع من النهر، وزاد قائلاً (ليست لدينا نية للإضرار بالسودان أو مصر)، مؤكداً أن اتفاق المبادئ سيساعد الدول الثلاث على خفض الجانب السلبي، وتعزيز مصلحة البلدان الثلاثة من المشروع.
}تكامل اقتصادي
رئيس الوزراء الأثيوبي أوضح أن البلدين اتفقا على التكامل الاقتصادي وربط البلدين بالطرق والسكك الحديدية وتوسيع التبادل التجاري وتسهيل تبادل السلع والاستثمارات بين البلدين والعمل معاً من أجل السلام والاستقرار في الإقليم.
وأضاف (أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون على المستوى الإقليمي والدولي بهدف المضي بعلاقات البلدين قدماً).
رئيس الوزراء الأثيوبي أشاد بالتعايش السلمي بين الشعبين في السودان وأثيوبيا، مؤكداً سعي الجانبين إلى تطويره بما يخدم المصلحة المشتركة رسمياً وشعبياً.

} لقاء “أبي” و”بكري”
وقبل المؤتمر الصحفي بسويعات التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” برئيس الوزراء الأثيوبي د.”أبي أحمد” بفندق كورنثيا، وناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون الثنائي المشترك بين الخرطوم وأديس أبابا.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير “محمد عبد الله إدريس” في تصريحات صحفية، إن اللقاء تطرق للتطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة القرن الأفريقي، فضلاً عن التحولات الاقتصادية الدولية، بالإضافة إلى أهمية ربط البلدين بالسكة الحديد وعبر الطرق البرية، بجانب استفادة أثيوبيا من ميناء بورتسودان، وتسهيل حركة الشعبين بين الجانبين.
وقال السفير “محمد عبد الله إدريس” إن اللقاء ناقش الأوضاع في جنوب السودان وأهمية أن يلعب البلدان دوراً فاعلاً لمساعدة دولة جنوب السودان لتجاوز المشكلات التي تواجهها، والمساعدة في إزالة بؤر التوتر في المنطقة والإقليم.
وأوضح وزير الدولة بوزارة الخارجية أن رئيسي الوزراء أكدا على أن ما تحقق في مجال التبادل التجاري دون طموح الدولتين والشعبين، مؤكدين مساعي البلدين الجادة لدفع مجالات التعاون الاقتصادي من أجل فائدة ومصلحة شعبي البلدين.
وأطلع “بكري” رئيس الوزراء الأثيوبي خلال اللقاء، على برنامج إصلاح أجهزة الدولة الذي تتبناه والذي سيساعد في تنشيط الأجهزة والمؤسسات مما يسهم في تحقيق الطفرة والتنمية الاقتصادية بالبلاد.

} مزرعة “أسامة داوود”
زار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الزائر مزرعة “أسامة داوود” لإنتاج الألبان والإنتاج الحيواني والأعلاف بشرق النيل، ووقفا على التجربة باعتبارها نموذجاً للإنتاج الزراعي والحيواني الناجح بالسودان.
الرئيس الأثيوبي أشاد بالتجربة السودانية في الإنتاج الزراعي والحيواني كاستثمار وطني رائد وناجح في مجالات مهمة.
رئيس الوزراء الأثيوبي “أبي أحمد” وصف المباحثات الثنائية التي جرت بين البلدين – خلال زيارته للبلاد – بالأخوية والبناءة، وعبر عن شكره وتقديره لقرار رئيس الجمهورية بإطلاق سراح الأثيوبيين المحكومين بالسودان، وقال هذا يؤكد تفهم “البشير” وإحساسه العميق بقضايا أثيوبيا وحرصه على دعمها.
}عاصمة أفريقيا
وكان رئيس الجمهورية قد قال خلال المباحثات التي جمعته بـ”أبي” في القصر الجمهوري أمس الأول، إن السودان ينظر إلى أديس أبابا، باعتبارها عاصمة للقارة الأفريقية، وما يمثل ذلك من رمزية لتوحيد القارة، وإنه يرى في أثيوبيا دولة حديثة، حققت نموذجاً باهراً في التنمية والنهضة الاقتصادية وإدارة التنوع الاجتماعي والإثني تحقيقاً لوحدتها تحت قيادتها الحكيمة.
وقال “البشير” إن السودان يمضي بخطوات واثقة نحو إكمال مشروعات النهضة في كافة المجالات، على هدى مخرجات الحوار الوطني، التي شكلت الإطار الكلي للعملية السياسية وتحقيق الاستقرار والسلام المستدام، مشيراً للدور الإيجابي الذي ظل السودان يلعبه في فض النزاعات في الإقليم لتحقيق السلام والاستقرار مع جميع الأطراف والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية