ولنا رأي

هل حقاً (حاسين) بالمعاناة سيد “بكري”!!

صلاح حبيب

النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” رئيس مجلس الوزراء القومي كان واضحاً في خطابه الذي تعرض للنقد من قبل النواب بسبب الضائقة المعيشية والمعاناة التي يواجهها المواطن، لكن السيد النائب لم يطبطب على أكتاف أولئك النواب أو تبرم من تلك اللغة التي لم يعتد عليها في خطاباته السابقة، ونحن نعرف أن السيد “بكري” من أبناء هذا الشعب ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، وقال إذا كان وزراء القطاع الاقتصادي فاشلين فأنا أولهم.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شجاعة الرجل الذي لم يخبئ أو (يدس) أو ينمق أو يزيف الحقائق، وقال إن المواطن صابر ونحن نقدر الأمر.. وقال: (نحن نتألم لما يعانيه المواطن).
لكن سيدي النائب الأول ومن خلال اعترافك هذا لابد من معالجات فورية لما أصاب المواطن من أزمات مفتعلة في ظني، ويمكن للسيد النائب الأول معرفتها فهو الرجل الثاني في الدولة فإن لم ترد إليه المعلومات فلمن ترد؟ وأعتقد أنه ابن العسكرية التي تلم بكل التفاصيل وقد عرفناه صادقاً مع نفسه ومع الآخرين حتى عند تلمسه للقضايا يعالجها بتأنٍ وصبر وحكمة، فلم يستعمل العصا أو يحاول إرهاب الآخرين.
وأذكر في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمجلس الوزراء في بداية الأزمة الاقتصادية وتصاعد سعر الدولار وقال قولته التي أعتقد أنها مسجلة لدى الأمين العام الناطق الرسمي باسم المجلس الدكتور “عمر محمد صالح” عندما كنت أجلس إلى جواره وهو يسجل كل كلمة صدرت عن السيد النائب الأول خاصة عن العملة وكيف تعاقب الدولة إذا توفر الدولار وأصبح هناك من يتاجرون فيه في وقت الوفرة وكرر كلمته تلك: ماذا سنفعل بهم.. ماذا سنفعل بهم؟ لكن الكثيرين لم يفهموه وقتها فبدلاً عن ترك الأمر يستمر على حاله في بيع الدولار إلى حين توفره قامت حملات كثيفة على تجار العملة.. صحيح أنهم اختفوا بعد ذلك لكن تصاعد السعر وتجاوز الـ(40) جنيهاً إلى أن تدخل السيد الرئيس بعد ذلك فوقف تصاعده، ولكن ذلك لم يكن الحل الأمثل للعلاج، لأن الندرة تشجع الآخرين على البيع أو الشراء بأية طريقة، وهذا أدى إلى تصاعد الأسعار بصورة جنونية، وربما هذا التصاعد جعل النواب يجدون ضالتهم في النائب الأول لدى تقديم بيانه، فالنواب لم يتعودوا تلك اللغة أو تلك الطريقة في مناقشة خطابات الوزراء وكانوا على غير العادة، فكأنما نحن لسنا في برلمان سوداني لأن الطريقة التي كانوا يتعاملون بها في وقت سابق والآن اختلفت، وأصبحت الشفافية سيدة الموقف، ولم يعترض السيد النائب الأول على نقد النواب لبيانه بل قال لهم: (نحن نحس بمعاناة المواطن والصفوف ولكنها ستنتهى قريباً).
حديث النائب الأول جيد، ولا أظن المواطن سيكون سعيداً ما لم يجد البيان بالعمل، بمعنى أن تتواصل زيارات السيد النائب الأول لأماكن معاش الناس أي أن يذهب إلى محطات الخدمة البترولية ويقف مع الناس، يسأل أي صاحب مركبة واقف في صف الطلمبة وكم في خزان عربته من الوقود، وهنا يمكن أن يكتشف إن كانت تلك المركبات فعلاً فارغة أم بها من الوقود الذي يسمح لها بالسير لمدة يوم أو يومين أو أسبوع.. نزول المسؤول إلى الشارع يؤكد أنه فعلاً معه ويحس بتلك المعاناة، أما إن كانت سياراته (مليانة بنزين) وبيته فيه ما لذ وطاب من الطعام فهنا لن يكون فعلاً شاعراً بالمعاناة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية