الأستاذ “محمد الدقير” وزير الإعلام بولاية الخرطوم والقيادي الاتحادي رجل لا يعرف تدليس المواقف وتغليف الإشارات والمعاني، فهو شخصية مباشرة وواضحة فضلاً عن ذلك لا يحبذ دهن أحاديثه بالزبدة.. جلست معه بمكتبه في شارع الستين في الأسبوع المنصرم، وقد تناول اللقاء معه القضايا الملتهبة المرتبطة بحزبه في الوقت الحالي.. حيث انعطف الرجل وهو يتحدث باستفاضة مرتبة عن اجتماع فرقاء الاتحادي الديمقراطي الذي جرى في الأيام الفائتة مع السيد رئيس الجمهورية، فقد أزاح الوزير “الدقير” الكثير من المكنونات والملابسات عن ذلك الاجتماع الشهير، حيث ذكر بأن جوهر اللقاء كان عن الوحدة الاتحادية الواسعة العريضة، مبيناً بأن مبادرة السيد رئيس الجمهورية تنطلق من مسؤوليته الوطنية وحميمية العلاقة بينه وبين الاتحادي الديمقراطي وأنها تجد التجلة والتقدير المستحق.. شدد الرجل بأن مؤتمرات الحزب قائمة وفقاً للجداول المرسومة، وأن عودة الأستاذة “إشراقة” غير مقبولة بحكم قرار العضوية الحزبية الجامعة، وبذات القدر رحب الوزير “محمد الدقير” بمقترح مشروع الوحدة مع الاتحادي الأصل، وتمنى أن تكون تلك الوحدة مع هؤلاء الأشقاء وحدة حقيقية لا تجمع مجاملات وأن يكون الانصهار مع هؤلاء الأشقاء خطوة مبنية على الحشوة العصبية لا انكباب في القشرة الخارجية، وأن يكون التلاقي معهم اندفاعاً صادقاً نحو أخوة الدم والهدف والانفعالات، لا اندفاع مبني على مشاهد كرنفالية وقتية.
في السياق اعتذر الوزير “محمد الدقير” عن التطرق حول عودة الدكتور “جلال الدقير” الأمين العام المستقيل إلى الداخل بعد غياب دام العامين ونصف، حيث جاء هذا الاستفسار من جانبنا في إطار معرفة الأسباب وتطورات حول هذا الملف الحيوي الذي يهم عضوية الحزب والمراقبين في المسرح السياسي، وقد أشار “محمد الدقير” بأن شهادته وإفادته في هذا الخصوص سوف تكون مجروحة بحكم رابطة الدم مع شقيقه “جلال” وزاد بقوله إن “جلال” كبير العائلة ويفضل أن يّقيم من عضوية حزبه، قائلاً: إنني أعرف تضحياته ومجاهداته من أجل الحزب والوطن.. وفي الإطار تلتقط القفاز الأستاذة “منى فاروق” القيادية بالحزب قائلة: إن هنالك تحركات مدروسة وخطوات متأنية يقودها الأستاذ “مجدي حسن يس” والأستاذ “أسامة هلال” وشخصي الضعيف في سبيل عودة الدكتور “جلال” لحزبه وعشيرته، وأن هذه الخطوات محروسة بثقل كبير من العضوية، من الثابت بحسب إشارات “منى” أن الدكتور “جلال” بوصفه الرمز الكبير الحائز على ثقة الجمعية العمومية، لا بد أن يعود للخرطوم، فهذا دين عليه وهو يعلم بذلك، فالرجل ظل يربط خيوط المنظومة الحزبية من صغيرها إلى كبيرها بحبل متين من الثقة والتوادد والفطرة الاتحادية الذكية.. وهي تقول لا أريد التحدث كثيراً عن ميعاد عودة “جلال” فلكل حادث حديث ولا توجد أي تعقيدات أو موانع في مجيئه بالداخل في أي زمان يريده.. فمن الحكمة عدم الإفصاح عن هذه الترتيبات التي تغذي تطلعاتنا بشيء من الدفء والأمان.