شيء مخيف يحدث الآن بين الشباب داخل الأحياء، حيث بدأت الكثير من الأسر تجاهر بمعاناتها البالغة في السيطرة على أبنائها وحمايتهم من الوقوع في شبكات ترويج المخدرات التي ركزت فيما يبدو جهدها أخيراً داخل العديد من الأحياء، والمدهش أن هذا النشاط الخطير قد بدأ يتركز في الأحياء المتوسطة الحال بل امتد للأحياء الشعبية الطرفية الواقعة في ضواحي العاصمة الخرطوم جنوباً وشمالاً ووسطاً وشرقاً غرباً هكذا بتوسع كبير ومتسارع، فبعد أن كان الأمر مقتصراً على الأحياء البرجوازية لارتفاع قدراتها المالية وبالتالي الشرائية، بدأ هؤلاء التجار والمروجون يطاردون أبناء متوسطي الحال ويوقعونهم في شباكهم، خاصة وقد أصبحت أنواع المخدرات المختلفة تقدم في أبسط شكل وأصغر حجم عبر حبوب الهلوسة الصغيرة، وتلك القابلة للتقسيم والمشاركة، فيما كانت في الماضي عبارة عن بدرة غالية السعر أو حشيشة مكلفة.. الآن يمكن لشابين أن يوقعا صديقهما في لحظة خاطفة فقط عبر رمي حبة صغيرة في كوب عصير أو كباية شاي ليدمن بعدها مباشرة، وقد بلغ الأمر ببعض الأسر أن طلبت من السُلطات المعنية بالأحياء مراقبة أولادهم، لمعرفة الجهة التي تروج وتسهل لهم الحصول على ما يتعاطونه من مخدرات، فيما اضطرت أسر أخرى وبألم لطرد أبنائها المدمنين خارج البيت، بعد أن فقدت السيطرة عليهم وعلى تصرفاتهم الشاذة والخطيرة على بقية أفراد الأسرة.. أمر محزن ومؤلم وخطير ..