منذ أن شهدت المنطقة العربية الفترة الماضية ثورات الربيع العربي، وسقوط العديد من إمبراطوريات الحكم في كل من مصر وتونس وليبيا، وكاد أن يسقط نظام الحكم في سوريا ظلت المنطقة في حالة حرب مستمرة، ولم تنجح ثورة واحدة في إحداث الأمن والاستقرار في تلك البلدان بل تفاقمت الأزمة أكثر عما كان عليه الوضع فى تلك البلدان قبل قيام تلك الثورات، إن الوضع فى سوريا يختلف تماماً عن الأوضاع فى كل من مصر وتونس التي حدث فيها نوع من الاستقرار عكس سوريا التي استمرت فيها الحرب بين النظام والمعارضة، وظلت المعارك بين الطرفين مستمرة حتى أفرغت المدن والقرى من سكانها نتيجة للضربات الجوية وبالمواد المحرمة عالمياً، فالفضائيات تنقل يومياً نتائج تلك الضربات بالمواد السامة، مما جعل العديد من الدول التدخل لوقف هذا التصعيد الحكومي على الأبرياء من السوريين، المنطقة الآن مشتعلة للتدخلات الأمريكية والروسية فى الشأن السوري، وأصبحت الحرب ليست على المواطن السوري وإنما حرب مصالح بين تلك الدول روسيا وأمريكا وإيران وتركيا، وتدخلها في الشأن السوري، فالولايات المتحدة الأمريكية تتحدى روسيا وروسيا تتحدى أمريكا، وكل ينقل أسلحته إلى المنطقة لشن ضربات على سوريا، إن تلك الدول لم تعمل على إنقاذ الأبرياء من السوريين الذين تعرضوا إلى الأسلحة الفتاكة وتدمير المدن وتشريد آلاف منهم من ديارهم إلى تركيا وإلى الدول الأوربية أو الدول العربية لم يكن الرئيس بشار الأسد رحيماً على شعبه، بل كان أكثر قسوة من الذين يأتون اليوم من أجل أطماعهم، إن الحرب العالمية الثالثة يمكن أن تندلع في أي لحظة إذا استمرت تلك الدول على شن ضربة مباغته على النظام السوري المحمي من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل نظام المتهور ترمب يمكن أن يفعل أي شيء، أما الدول العربية فكل دولة تلوذ بالصمت أو الاختباء، وكان الشعب السوري لا يهمها، فلو كانت الدول العربية إبان الزعماء الأماجد عبد الناصر والملك فيصل، لما تجرأ الأسد الابن أن يفعل بشعبه ما يفعل الآن ليس من العقل أو المنطق أن يدفع رئيس دولة بشعبه إلى المحرقة، ألم يشاهد تلك النيران المشتعلة في المدن السورية؟ ألم يشاهد الدمار والخراب الذي أحدثته الآلة الروسية على وطنه وشعبه؟ ألم ينظر إلى الآلاف من بني جلدته وهم يهاجرون جماعات ووحداناً إلى أوربا متسولين، بعد أن كانوا في عزة وكرامة؟ أين ذهبت النخوة العربية؟، إن الحرب العالمية الثالثة لن تندلع، ولن تكون منطقة الشرق الأوسط هى الفتيل الذى يفجرها، وحتى روسيا أو إيران أو تركيا أو أمريكا كلهم يناورون من أجل المصلحة الذاتية، ولن تقدم دولة على إحداث الضربة الأولى التي تشعل فتيلها، ولذلك من مصلحة الدول الكبرى أن يحثوا الأسد على مغادرة سوريا، أو الو صول إلى اتفاق بينه والمعارضة لقيام انتخابات يشارك فيها الجميع، ومن يحصل على النسبة العالية عليه أن يحكم البلاد دون إراقة مزيد من الدماء العربية حتى يعود الأخوة السوريين إلى بلادهم من أجل الإصلاح والبناء وإعمار ما دمرته الحرب.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق