ولنا رأي

اختناقات مرورية من يفكها؟!

تشهد ولاية الخرطوم اختناقات مرورية في كل الأوقات ويصعب على المرء الوصول إلى مكان عمله أو إذا كان مسافراً أن ينفذ منها خلال نصف ساعة، بل أصبح عسيراً على المواطن أن يتجاوزها في فترة وجيزة رغم أن إدارة المرور قامت بنشر منسوبيها ليس على مستوى الصف، ولكن حتى الرتب العليا تلاحظها تقف في الطرقات العامة خاصة في الصباح وعند الظهيرة.
فالاختناقات المرورية لا أجد لها أي مبرر إذا كان هناك لا قدر الله حادث كبير في الكباري، أما عدا ذلك فلا أجد أي مبرر أن يستمر الشخص وهو جالس على مقعد سيارته لأكثر من ساعة في مشوار لا يتعدى الربع ساعة، فالموظفون المربوطون بأعمال مع الجمهور وفي ظل هذه الاختناقات لا بد أن يخرجوا من منازلهم عقب صلاة الصبح أو أن يؤدوها بمكاتبهم وإلا فلن يتمكن أي مواطن من إجراء معاملاته سواء استخراج جواز أو جنسية أو رقم وطني أو رخصة قيادة أو شهادة ميلاد أو توثيق شهادات، فالوقت لن يكفي أن أراد الموظف أن يتمسك باللوائح والقوانين والالتزام بالوقت، ولكن إذا كان الوزارة المعنية قررت أن يبدأ دوام الموظفين من السابعة صباحاً فلن يتمكن أحد في ظل تلك الاختناقات أن يصل في الزمن المحدد، وإلا أن يتحرك من منزله قبل ساعة ونصف تقريباً في ظل تمدد العاصمة، فسكان أم بدات والثورات وود البخيت والكلية الحربية وغيرها من المناطق الأخرى لن يصلوا في الميقات المحدد، لذا يجب على الدولة أن تنتهج طريقة جديدة أو وسيلة لتقليل تلك الاختناقات إما أن يبدأ العمل لموظفي الوحدات أو المؤسسات الفلانية عند الساعة كذا وينتهي عند الساعة كذا، فيما يبدأ موظفو وعمال المؤسسات العلانية عند الساعة كذا، والانتهاء عند الساعة كذا، وأن يكون أصحاب اللوحات البيضاء أو الخضراء أو الصفراء لها أيام محددة في الأسبوع، أو أن يعم الولاية جسور وكباري طائرة للمناطق الأكثر اختناقاً فعدا ذلك فإن المشكلة ستظل هاجساً يؤرق كل صاحب عمل أو المغادرين إلى البلاد الأخرى أو القادمين.
أمس الأول كنت في زيارة إلى مدينة سواكن مرافقاً لوزير النقل والطرق والجسور الباشمهندس “مكاوي محمد عوض” ووزير الاتصالات القطري “جاسم بن سيف السليطي” للوقوف على ميناء سواكن الجديد.. ونحن في الميناء شاهدت آلاف من العربات داخل الميناء منها الصغيرة والكبيرة وعربات النقل المختلفة، فكيف سمحت إدارة الجمارك بالإفراج عنها والسير بالشوارع، كيف سيكون الحال مع الاختناقات الموجودة أصلاً حالياً.
إن عملية التخطيط للمستقبل لدينا ضعيفة فلو كانت هناك خطط كان من المفترض أن نعرف كم عدد الطرق التي ستستوعب السيارات الموجودة الآن، وما هي الخطة المستقبلية لتوسعة الطرقات الداخلية أو الطويلة، ولكن للأسف لم نرَ أي خطة واضحة، فالطرق الطويلة مثلاً لطريق مدني أو الطرق بالولايات الشمالية ضيقة أو صغيرة، فلم تستوعب هذا العدد الكبير من السيارات وبسبب هذا الضيق تحدث العديد من حوادث الحركة التي يروح ضحيتها آلاف أو عشرات من المواطنين، فالجهات المسؤولة بالدولة عليها بالحالية الآتية وليست المستقبلية، ولاحظنا هذا في طريق العيلفون الذي تبرع به الرئيس الليبي الراحل “معمر القذافي” عندما جاء إلى الافتتاح فوجده مساراً واحداً فسأل عن الثاني؟، الآن وبعد عشرات من السنين وآلاف من الضحايا بطريق مدني بدأ العمل في المسار الثاني لطريق مدني/ الخرطوم، نأمل أن تتعلم قياداتنا من تجاربها وتعمل للمستقبل مهما كلف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية