{ حتى وقت قريب كان الطبيب السوداني مثالاً للمثالية في كل شيء ابتداءً بالتحلي بمكارم الأخلاق وممارسته لمهنته بجدية وإنسانية أهلته لنيل صفة (ملائكة الرحمة)، هذا بالإضافة لتعامله مع زملائه في الوسط الطبي بكل الظرف واللطف، وغير ذلك من صفات التميز المهني والتفرد الإنساني التي جعلت الطبيب النجم الأول في معظم أغاني البنات.
{ ولكن الآن وفي هذا الزمان الغريب أصبح من الطبيعي أن تجد الطبيب يتصدر الأخبار الصادمة التي عادة ما تبرزها الصحف اليومية على صدر صفحاتها الأولى، بل تجد الطبيب هو المتهم الأول في جريمة هزت المجتمع وتجاوزت حدود البشاعة لتجعل حتى الشياطين في ذهول وحيرة.
{ وظللنا في الآونة الأخيرة، وقبل أن نفيق من صدمة جريمة نتلقى صدمة أخرى بجريمة المتهم الأول فيها طبيب، وأبرز هذه الجرائم الطبيبة التي كتمت أنفاس نسيبتها بـ(المخدة) حتى الموت و(كمان كسرت رقبتها) حتى تتأكد من أن ضحيتها فارقت الحياة.
{ وإدانة الأطباء بالتحرش والاغتصاب تكررت حتى أنها أصبحت جرائم عادية لكن أفظعها (اختصاصي التخدير الذي تحرش بمريضة في حالة غيبوبة).. ومسرح الجريمة بالتأكيد (غرفة العناية).. هذا غير الأطباء الذين أوقفوا في جرائم ترويج الحبوب المخدرة.. وقبل عدة أشهر صدمنا بضبط تشكيل إجرامي يقوده طلاب طب تخصصوا في سرقة إطارات السيارات ومن ثم بيعها لتوفير مصروفات المخدرات .
{ أخر جرائم الوسط الطبي حدثت الثلاثاء الماضي (طبيب يقتل زميله رمياً بالرصاص) ومسرح الجريمة (أحد المستشفيات) بمنطقة أبو جابرة بولاية غرب دارفور.. ولم ترد تفاصيل عن دوافع الجريمة، لكنها في النهاية جريمة صادمة .
} وضوح أخير
{ حقاً ماذا أصابنا بعد أن كنا نتلقى أخباراً من كل دول العالم
الغربية والعربية والأفريقية عن تميز وتفرد ونبوغ الطبيب السوداني في كل التخصصات الطبية، وسجلوا أسماءهم بأحرف من نور في سجلات التاريخ الناصع وظللنا نتباهى ونفاخر بهم الأمم؟!
{ حقاً.. تباً للأطباء الذين ظلوا يسجلون أسماءهم في سجلات (المجارمة)!!
{ جرائم دخيلة علي المجتمع تؤكد بان (الطب) مهنة في محنة !!