أخبار

بين محمد الأمين وجمهوره

محمد ابراهيم

*لم تكن الكلمات (الصادمة) التي ألقاها محمد الأمين على جمهوره عشية الجمعة الماضية في حفله الجماهيري بنادي الضباط أمراً جديدا على الموسيقار محمد الأمين، فهو درج على التعامل بحسم وحزم مع كل ما يتعلق بمشروعه الغنائي الكبير..
*محمد الأمين مطرب لايعرف المجاملة.. ولا يعرف كذلك كثيراً من حواف التعامل مع جمهوره، فقد سبق أن تحدثت عن الطريقة (غير الدبلوماسية) التي ظل يتعامل بها مع جمهوره ومعجبيه..وردوده التي تصل إلى حد الإحراج في كثير من الأوقات..
* ربما أن تركيبة محمد الأمين هي ما جعلته يتعامل بكل هذا الجفاء..وهو بالتأكيد لا ينقص شيئًا من كونه أحد المجددين في الغناء والموسيقى السودانية، ولكنه بالقدر ذاته يجعله ربما غير محبوب من كثيرين اقتربوا منه وتعاملوا معه (وجها لوجه)..
* محمد الأمين خاطب جمهوره بطريقة فيها كثير من الزجر والقسوة…بقوله (يا أما تغنوا أو أغني أنا).. وهو أمر قد لا يقدم عليه أي مطرب في العالم بأن يوجه خطاباً بهذه الحدة لجمهور اقتطع من زمنه ساعات وقطع من رزق عياله وبيته نصيباً وتكبد عناء الذهاب إلى المسرح ليلا _وقد يكون أغلبهم لا يملكون كلفة العودة إلى منازلهم، وليس لديهم سيارات_ ولكنهم مع ذلك لبوا نداء مطربهم المفضل..
*وجمهور محمود الأمين دونا عن بقية المطربين يعرف عنه الانضباط في المسرح والسلوك الهادئ الذي يبعد عن التشنجات والانفعالات.. وجمهور بهذه المواصفات كان ينبغي لمحمد الأمين التريث قبل أن يخلق حالة من العزلة النفسية بينه وهذا الجمهور..
*قبل أن نمضي في ما بدأ فيه نقرأ ما كتبته قبل فترة عن محمد الأمين:
{ بكى “محمد الأمين” بكاءً حاراً قبل سنوات طوال في المسرح القومي أثناء تقديم الدراما الموسيقية لنشيد (الملحمة) الخالد بمصاحبة استعراض فرقة (كواتو)، وكان بكاء “محمد الأمين” حسب مصادر مقربة منه أنه كان حزيناً لضياع شعارات ثورة أكتوبر، ومن بعدها ثورة أبريل، وهو الأمر الذي ربما جعله يتوقف بعدها عن ترديد الأعمال الوطنية، لأن أغلب الشعارات المرفوعة وقتها لم تجد حظها من التطبيق.. وكان أكثر ما أبكى “محمد الأمين” بعد ذلك عندما يردد أغنية (بتتعلم من الأيام) إلى الحد الذي ذرف فيه الدموع لأكثر من ثلاث مرات أثناء أدائه لها بإحدى الحفلات الجماهيرية بنادي الضباط، وبكاء “ود الأمين” هنا بسبب كلمات الأغنية ذات الشجن العالي التي كتبها الشاعر “إسحق الحلنقي”.. كأن حنجرة “محمد الأمين” المتجاوزة لكل ما هو سائد وقوتها وكاريزماه على المسرح وموسيقاه التي تنفذ مباشرة إلى القلوب وتفعل بها ما تشاء، لا تكفي “محمد الأمين” للتعبير عن دواخله فيتبعها بدموعه التي تتماهى مع فكرة كونه مطرباً صاحب إحساس مختلف لا يشبهه أحد) انتهى.
*وما سبق يؤشر بوضوح على الطريقة التي يتعامل بها محمد الأمين مع أغنياته
* والواقعة الأخيرة تشير إلى حد كبير كيف يتعامل محمد الأمين مع أغنياته التي يدللها بطريقة تفوق ربما أفضل من جمهوره .. فبعد أن زجرهم..خاطبهم بقوله إن هناك أغنيات يمكن أن يرددوها معه..مثل (الموعد) ولكن أغنية الكبيرة مثل زاد الشجون وبتتعلم من الأيام يريد هو أن يحدث فيها إضافات في كل مرة..وهو محق تماماً فيما ذهب إليه.. ولكنه غير محق تماماً في كيفية التخاطب المتعالي مع جمهوره
*ولكن بالأسلوب …فقط أنت قادر على كسب القلوب..
*وكان من الأفضل أن يبلغهم وجهة نظره بطريقة هادئة وبسيطة.. وأجزم أن جمهوره سوف يستجيب له من فوره..
*لم يكن محمد الأمين محقاً في اللهجة المتعالية التي خاطب بها جمهوره..كما انه ليس محقا كذلك في كثير من الأوقات في تعامله مع الجمهور..
*يحتاج محمد الأمين أن يقدم اعتذاراً مكتوبا لجمهوره الذي قسا عليه كثيراً..
*وشخصياً لو كنت موجوداً في الحفلة لغادرت من فوري…لأنه ببساطة استطاع أن يصنع سياجاً نفسياً معي في تلك الأمسية بوصفي أحد محبيه..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية