ماذا قال الفريق “كمال عبد المعروف” عن القيادة السابقة للجيش؟
"قوش" في أنجمينا.. علامات استفهام حاضرة
القوات المسلحة فجر جديد لضمان استقرار التجربة الديمقراطية
حديث السبت – يوسف عبد المنان
كيف تنظر قيادة القوات المسلحة السودانية الجديدة للمشكلات التي تواجه البلاد الآن؟؟ وماذا قال الفريق أول ركن د.”كمال عبد المعروف” عن أداء القيادة السابقة لأركان القوات المسلحة بقيادة الفريق أول مهندس “عماد عدوي”؟؟ وهل ينتظر أن تشهد القوات المسلحة السودانية في الفترة القادمة اهتماماً بتوثيق تاريخها وبطولاتها ومعاركها في الداخل والخارج..؟؟ وقضايا أخرى تداعت لخاطري، والزميل “الصادق الرزيقي” رئيس اتحاد الصحافيين يسألني هل تبدل مكتب الفريق أول “السر حسين بشير” من قيادة القوات البرية إلى مكتبه الجديد كمفتش؟؟
في مدخل القيادة العامة.. استقبلنا شاب بملابس مدنية وربطة عنق سوداء.. في رقته وحسن تعامله يبدو لك أخي القارئ أنك أمام مؤسسة مدنية حريصة على زبائنها وزوارها.. ولكن للقوات المسلحة وجه آخر أكثر صرامة وشدة وبأساً في لحظات أخرى.. دلفنا إلى رئاسة الأركان المشتركة.. مبنى أنيق تحيط به حدائق ومواقف سيارات.. تم تشييد رئاسات القوات المسلحة في عهد وزير الدفاع السابق الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” الذي نقل مقر أركان القوات المسلحة ووزارة الدفاع من بنايات متهالكة لا تليق بالقوات المسلحة إلى ناطحات سحاب في قلب الخرطوم، اختيرت لها ألوان رمادية.. وبوابات إلكترونية.. ومصاعد كهربائية تليق بقوات الشعب المسلحة.. وتاريخها ونضالاتها.. وذهب الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” من وزارة الدفاع لولاية الخرطوم وبقيت أعماله وإنجازاته الكبيرة في قلعة الرجال تحكي عن عزيمة وإخلاص الرجل.. وانتقل لـ(مكاناً ما مكانو) فغرق الفريق “عبد الرحيم” في أوحال السياسة، وبات تبحث عنه ولا تجده.. وجاء من بعده الفريق “عوض ابن عوف” وزير الدفاع الذي وجد قاعدة بنيات أساسية ليمضي الرجل وقيادة القوات المشتركة في بناء جيش حديث ومنظومة دفاعية تصد عن هذا البلد أطماع الطامعين وشرور العابثين.. ولم يمض وقت طويل حتى أضحت بصمات الفريق “عوض” بادية للعيان في أداء القوات المسلحة ومشروعات تدريباتها.. الداخلية والخارجية.. واستعادت القوات المسلحة أنفاسها بعد توقف الحرب في المنطقتين والقضاء على خطر التمرد في دارفور.. وفي الموعد، الذي كان العقيد “مدثر عبد الله يعقوب” مدير مكتب رئيس الأركان حريصاً عليه لتعدد لقاءات الفريق “كمال عبد المعروف”.. والعقيد “مدثر” هو ابن القوات المسلحة والده ضابط صف في سلاح المهندسين وشقيقه الأكبر صحافي نحت بأظافره في فرع التوجيه المعنوي هو الشاعر والأديب “محمد عبد الله يعقوب”.. وكان الفريق “كمال عبد المعروف” حريصاً على اللقاء بحضور نائبه الفريق أول “فتح الرحمن محيي الدين” والفريق د.”عثمان محمد الأغبش” مدير إدارة التوجيه المعنوي، وهو ضابط مثقف وعميق في رؤيته للأشياء.. في الموعد تداعت في الخاطر ذكريات جمعتنا بالفريق “كمال عبد المعروف” حينما كان قائداً للفرقة الرابعة عشرة بابنوسة بغرب كردفان، والحرب وساعة المحنة تكشف معادن الرجال، وكان “كمال عبد المعروف” قائداً لغرب كردفان واجه التمرد بشجاعة وحنكة، وخاض معركة هجليج الشهيرة التي كانت اختباراً صعباً جداً للقوات المسلحة في خوض معركة معقدة جداً.. القوات الغازية من دولة الجنوب استخدمت الخدعة وباغتت القوة الصغيرة التي كانت تتولى حراسة المنطقة.. استعانت القوات الغازية ببعض أبناء المنطقة (الغاضبين) والحانقين على التدابير السياسية التي اتخذت حينذاك بشأن ولاية غرب كردفان، واشتركت مليشيات الحركة الشعبية ومليشيات حركة شهامة في احتلال هجليج.. وواجه “كمال عبد المعروف” كقائد ميداني لتحرير هجليج مهاماً صعبة في كيفية خوض معركة معقدة جداً، فالمتمردون تمركزوا عند آبار النفط ومحطات الضخ.. وكان مطلوباً تحرير المنطقة دون إحداث خسائر في البنية التحتية للحقل النفطي الغني.. وبذلك يصبح القضاء على المتمردين مهمة عسيرة جداً.. والقوات التي بيد الجنرال “معروف” بعضها من المجاهدين الذين يفيضون حماسة.. وبعضها من مقاتلي المسيرية يقودهم الوزير “عيسى بشرى” وبعض المقاتلين من القوات الخاصة في جهاز الأمن وفي المظلات.. وبقية القوات من الجيش.. ما جعل المهمة أكثر صعوبة في كيفية توظيف كل العدد الكبير من القوات في حرب خاصة ومعقدة تشبه حرب المدن، لكن “كمال عبد المعروف” نجح في مهمته وأدى واجبه، ولكنه أصبح شوكة في حلق الحانقين على النظام والساعين لزواله، لذلك كانت محاولات الإيقاع بينه والرئيس وقيادته بعد أن أدركت تلك القوى صعوبة الوصول لأهدافها من خلال البندقية المشرعة.. وكانت مخططات إضعاف النظام وتجريده من عناصر القوة.. وخطط المخططون لوشاية عن انقلاب يقوده “صلاح قوش” ومخطط للواء “ود إبراهيم”، ثم كانت الشائعات تتجه لـ”كمال عبد المعروف” لكن ثقة الرئيس في “كمال عبد المعروف” لم تتزحزح، والرئيس ظل يحمي الكفاءات في القوات المسلحة من الوشاة والنمامين.. ولا يقيم وزناً لتقارير الإفك، وفي كل يوم تزيد ثقته في أمثال “كمال عبد المعروف” واللواء “ياسر العطا” سليل أسرة الرائد “هاشم العطا” و”ياسر” من أشجع من أنجبته حواء السودان في معارك القتال.
استقبلنا “كمال عبد المعروف” بذات الحميمية والود الذي عرفته عنه منذ عشرات السنين.. قدم إلينا مساعديه في القيادة العليا للجيش في تواضع الكبار، الفريق “فتح الرحمن محيي الدين” نائب رئيس القوات المشتركة القادم من صلب نسور الجو، والفريق “محمد عثمان الأغبش” سليل أسرة “الغبش” في بربر.. وهي الأسرة التي قدمت الدكتور العالم “الأغبش” المدير السابق لمفوضية العون الإنساني، والدكتورة “عائشة الغبشاوي”.. تحدث الفريق “كمال” عن الأوضاع التي تحيط بالبلاد من حيث التربص الخارجي من الشرق والشمال والجنوب والغرب.. ومخاطر التمرد في المنطقتين، وقال إن القوات المسلحة التي واجهت الحرب الطويلة منذ 1956م وحتى اليوم لم تنكسر أو تتعرض للهزيمة.. وحافظت على الدولة السودانية، بينما تهاوت وسقطت الدول في المنطقة واحدة بعد الأخرى.. ولما فشلت مخططات هزيمة القوات المسلحة بالحرب المباشرة وإسقاط النظام بالقوة المادية لجأت القوى المعارضة إلى سلاح آخر وهو حرب الشائعات من خلال (واتساب) و(فيسبوك) وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي، واستطاعت أن تبث الرعب في نفوس السودانيين.. حتى بعض المنسوبين للنظام أصابتهم الزلزلة وعدم الثبات في مواجهة الهجمة الإعلامية الشرسة التي استغلت التدابير الاقتصادية الأخيرة، وحاولت الاصطياد في المياه العكرة لتحقيق أهدافها، ولكن انقشعت تلك السحابة السوداء بوعي القيادات وحسن أداء القطاع الإعلامي والصحافة الحرة التي يقول “معروف” إنها واحد من أسلحة الدولة التي ينبغي الاهتمام بها لدورها الفاعل والمهم.. وتحدث بصراحة شديدة عن الفترة الماضية وأداء القيادة العليا السابقة للقوات المسلحة ممثلة في الفريق أول مهندس “عماد عدوي” والفريق أول “يحيى محمد خير” وقيادة الأركان السابقة، وقال إنها أدت واجبها في إخلاص وتفانٍ ونكران ذات، وقال: (لو جاز لي تقييم أداء القيادة السابقة للقوات المسلحة لقلت إنها أفضل قيادة مرت على الجيش في السنوات الأخيرة من حيث العطاء والبذل والتضحيات.. وخططت لبناء قوات مسلحة حديثة وقدمت ولم تستبقِ شيئاً).. وقال الفريق أول “كمال عبد المعروف”: (الأخوة الذين كانوا في هيئة القيادة المشتركة للأركان وضعوا أساساً سنمضي عليه.. وخططاً سيتم تنفيذها بدقة وبرامج ماضية.. وقال إن التدابير والتراتبية والنظام الدقيق في الجيش اقتضى أن يذهب الأخوة السابقون ونأتي نحن، وغداً نذهب وتبقى القوات المسلحة رمزاً للتماسك والتضحية.. والدفاع عن أمن البلاد)، وأكد أن القوات المسلحة هي الضامن لسلامة الديمقراطية وصونها.
وتحدث الفريق “فتح الرحمن محيي الدين” بهدوء، وكانت الكلمات تخرج من بين شفتيه والثقة في النفس بادية من خلال حديثه عن ضرورة أن تلعب الصحافة الوطنية دورها في حماية السودان، وهو ما ذهب إليه نقيب الصحافيين “الصادق الرزيقي” وهو يقول شهادته التاريخية عن القوات المسلحة وتعاملها مع الصحافة، حيث ظلت القوات المسلحة رغم حساسية موقفها تنأى بنفسها عن خوض المعارك مع الصحافيين وحتى في لحظات تجاوز الصحافة يصفحون بفضيلة العفو، ولا تقف القوات المسلحة أمام المحاكم تطارد الصحافيين وتسعى لنيل حق مشروع لها، وهي ذات المقاصد التي ذهب إليها د.”عثمان الأغبش” بأن القوات المسلحة حينما تجاوز بعض الكُتّاب القانون وكتبوا بما يهدد الأمن القومي السوداني كان القرار أن تتنازل القوات المسلحة ولا تقاضي الصحافيين كبرياءً وترفعاً عن الصغائر.. وقال “الرزيقي” إن الصحافة تنظر بتقدير كبير لدور القوات المسلحة في حماية تراب الوطن.
بعد ساعة من الحديث الصريح المباشر عن كل هموم الوطن ودور القوات المسلحة.. ودعنا الفريق “كمال عبد المعروف” بذات حميمية الاستقبال، وتلك من أخلاقيات هذا القائد الكبير.. لم نخرج من بناية قيادة الأركان المشتركة قبل أن نزور الفريق أول ركن “السر حسين بشير” القائد العسكري الذي ترقى لرتبة المفتش العام، واستقبلنا العميد الركن “عبد الماجد” بذات ابتسامة الفريق “السر”.
{ “صلاح قوش” في أنجمينا
تفسيرات عديدة ذهبت إليها بعض أقلام المعلقين على الأحداث عن زيارة مدير عام جهاز الأمن الفريق “صلاح قوش” إلى العاصمة التشادية أنجمينا، وذهبت التفسيرات والتحليلات إلى أن الزيارة تطمينية لدولة تشاد التي قيل إنها استقبلت عودة الفريق “قوش” لواجهة الأجهزة الأمنية والعسكرية بارتياب وخوف من إعادة تكرار المحاولة التي قيل إن السودان والفريق “صلاح قوش” يقف من ورائها، حينما دقت قوات المعارضة التشادية أبواب القصر الرئاسي في أنجمينا، وكادت أن تطيح بنظام الرئيس “إدريس” من الحكم في ذلك الوقت لولا تدخل الطيران الفرنسي وقمعه لقوات المعارضة التشادية.. وذهب هؤلاء المفسرون للربط بين زيارة اثنين من قادة المعارضة السودانية، هما الجنرال “مالك عقار” وأمين عام حركته الشعبية “ياسر عرمان” إلى العاصمة التشادية ولقاء الرئيس “إدريس دبي” وذلك على خلفية تعيين الفريق “صلاح قوش”.
كل تلك التحليلات والتعليقات تفتقر إلى الدقة والصحة لأن بناءها وأساسها خاطئ تماماً.. ونبدأ بقصة زيارة “عرمان” و”عقار” للعاصمة التشادية أنجمينا التي جاءت من حيث التوقيت بعد قرار تعيين الفريق “صلاح” مديراً للجهاز، ولكن الزيارة بدأت ترتيباتها قبل صدور قرار التعيين بنحو ثلاثة أسابيع أو يزيد.
وفي الأسبوع الأول من شهر فبراير الماضي قام وفد سوداني بقيادة وزير ديوان الحكم الاتحادي حينذاك د.”فيصل حسن إبراهيم” ووالي ولاية غرب دارفور “فضل المولى الهجا” ونائب مدير عام جهاز الأمن الوطني الفريق “أسامة مختار” بزيارة للعاصمة التشادية أنجمينا، وحينها لم يعين “صلاح قوش” مديراً للأمن، وفي اللقاء بالرئيس “دبي” جرى حديث صريح عن العلاقات بين البلدين وقبل “دبي” دعوة الرئيس “البشير” لزيارة عاصمة غرب دارفور الجنينة لحضور الاجتماعات المشتركة للجنة الحدود، وعقد قمة سودانية تشادية على هامش الحدث، وبعد نهاية اللقاء جلس د.”فيصل حسن إبراهيم” رئيس الوفد الحكومي مع الرئيس “إدريس دبي” الذي أبلغ د.”فيصل” بأن اثنين من قادة المعارضة هما “ياسر عرمان” و”مالك عقار” قد طلبا زيارة أنجمينا وأنه- أي الرئيس “دبي”- بصدد تقديم مقترحات بشأن إلحاقهما بالمفاوضات من خلال مسار أديس أبابا.. وهنا طلب د. “فيصل حسن إبراهيم” من الرئيس “دبي” مشاركة الفريق “أسامة مختار” في الحديث عن هذه القضية المهمة.. وحضر مدير جهاز الأمن التشادي ونائب مدير جهاز الأمن السوداني بقية اللقاء.. ولم تبد الحكومة حينذاك ممانعة من زيارة “عقار” و”عرمان” للعاصمة أنجمينا ولقاء قادتها.. وموافقة الحكومة كانت لها أسبابها.. وسعي “عرمان” و”عقار” إلى “إدريس دبي” أيضاً له أسبابه، فالحكومة كانت على أهبة الاستعداد للإقلاع نحو أديس أبابا للقاء الجناح الرئيس من الحركة بقيادة “عبد العزيز الحلو” وتعويل الحكومة على هذا الجناح وحساباتها أنه الأقرب إليها وجدانياً، ولكنها في ذات الوقت تستطيع استخدام مجموعة “عرمان” و”عقار” في إطار لعبة البدائل وتعدد الخيارات، وفي ذات الوقت كان “عقار” و”عرمان” في نفسيهما شيء من المرارة والألم بعد إقصائهما من مفاوضات أديس أبابا، ووضعهما في كرسي المراقب للتفاوض عبر أجهزة الإعلام بعد أن كان “عرمان” فارسها.. ونجمها.. فقد فرضت ظروف قاهرة عليه الغياب، وصعد لمقعده د. “محمد يوسف أحمد المصطفى” فاستبدلت الحركة الشعبية شمالياً من السودان الشمالي بشمالي من السودان النيلي الجزيرة.. والحركة الشعبية تبحث في ذلك الوقت عن موطئ قدم لها أو محاولة إثبات لذاتها على أرض الواقع، ولما كانت حركة “عقار” و”عرمان” ضعيفة عسكرياً وغير قادرة على فعل شيء على الأرض سواء برد هجمات “الحلو” على المناطق التي تسيطر عليها أو القيام بعمل عسكري في مواجهة الحكومة.. كانت تبحث عن أي شيء يثبت وجودها، لذلك لجأت إلى تشاد من أجل أن تعيدها من خلال مبادرة يقودها “إدريس دبي” تفتح من خلالها مساراً جديداً.. به تثبت وجودها بعد رفض الآلية الأفريقية حضور حركة “عقار” إلى أديس أبابا، لذلك كانت الحكومة على علم مسبق بزيارة “عقار” و”عرمان” لأنجمينا ولم تمانع، بل شجعت “إدريس” لاستقبالهما.
كل ذلك سبق تعيين الفريق “صلاح قوش”، وهنا يثبت خطأ الزاعمين بأن لقاء أنجمينا بين “عقار” و”عرمان” و”دبي” ردة فعل لتعيين “صلاح قوش”.
ثاني الأخطاء الفادحة للمعلقين والمحللين هي الزعم بأن زيارة تشاد في تلك الفترة هي من تدبير “صلاح قوش”.. الزيارة كانت ردة فعل مباشرة من حكومة السودان لسلوك تشاد في ذلك الوقت حينما جعلت أرضها مسرحاً ومرتعاً لقوى المعارضة الدارفورية المسلحة، بل حمل “دبي” الدكتور “خليل إبراهيم” على أكتافه وقبض الثمن من ليبيا ودفعه لدخول أم درمان في أحداث الثامن من مايو الشهيرة.. فهل كان السودان مخطئاً حينما انتصر لنفسه ورد على تشاد بذات طريقتها؟؟ وهل “صلاح قوش” بشخصه هو من خطط لتلك العملية أم حكومة السودان بكل وعيها وكامل قواها، هي من ردت على تشاد وفهمها “دبي”.. وعندما التقى “صلاح قوش” و”إدريس دبي”، وفي حضور “القذافي” وقف “صلاح قوش” وقال للقيادة التشادية بكبرياء وأنفة جعلت “القذافي” يعجب بشجاعة “قوش” وهو يقول لـ”دبي” إذا لم ترعوِ تشاد وقامت بفعلتها مرة أخرى فلن يعجزنا الرد عليها بطريقة أخرى والبادئ أظلم!!
من هنا فإن زيارة الفريق “صلاح قوش” إلى دولة تشاد هي خطوة في سياق تحسين العلاقات المتطورة بين البلدين، وكيفية التنسيق في قضايا أمن الحدود.. ولن يجرؤ “أديس دبي” أو غيره على التدخل في الشأن السوداني، فالرئيس “البشير” لن تستطيع قوة في المنطقة أن تملي عليه إرادتها وإلا أصبح الحكم مثل الديمقراطية الثالثة حينما كان لـ”القذافي” رجاله في السلطة و”حسني مبارك” كذلك، ولا يملك “الصادق المهدي” رئيس الوزراء القدرة على رفض بعض المطالب الإقليمية.. ولكن الوضع الآن مختلف جداً.