بعد هزة قوية وصلت بتأثيرها إلى مدى وصف بأنه الأبعد في مستوى تدهور وتأزم العلاقات الأزلية بين السودان ومصر.. عاد أمس الأول (الإثنين).. “عبد المحمود عبد الحليم” سفير السودان.. ليمارس عمله في العاصمة المصرية القاهرة.. بعد أن تم سحبه من قبل الخارجية السودانية منذ شهرين كاملين بهدف معلن وهو التشاور حول علاقات البلدين في أعقاب المهاترات الإعلامية بينهما قبيل وبعيد زيارة الرئيس التركي “أردوغان” للسودان وإعلانه عن شراكة اقتصادية كاملة بين الخرطوم وأنقرة.. وبالرغم من نفي السفير “عبد المحمود” وجود أي تقدم في القضايا العالقة بين البلدين الذي يفهم من عودته للقاهرة.. إلا أن الوجه الذي تمت عبره هذه العودة والذي خرج من توصيات اللجنة الرباعية بالقاهرة.. التي ضمت وزيري الخارجية ومديري جهاز المخابرات لدى الطرفين.. مع توجيهات “البشير” و”السيسي”.. قد تجاوز بالأزمة محطتها الأكثر حرجاً.. فاتحاً الأبواب ومن جديد للدبلوماسية لتدفع بما لديها ولتمارس دورها المعتاد.. إلا أن هذه العودة إن تمت من غير إحساس الطرفين ببداية مرحلة جديدة تماماً بينهما.. تلتزم الموضوعية والعقلانية المجردتين من أي تبعات ذهنية تاريخية ماضية لدى كلٍ منهما.. فإن ذلك كله لن يكون سوى وضع المزيد من الرماد على نار ظلت تخبو حيناً وتستعر أحايين أخرى.
