مسألة مستعجلة

جيوش البعوض تحاصرنا!!

نجل الدين ادم

جيوش من البعوض بدأت تنتشر بكثافة في ولاية الخرطوم، حيث لم يسلم حي في هذه الأيام منها، وذلك بعد اختفائها عن المشهد لفترة طويلة بعد نجاح حملة دحر الملاريا، والتي قضت على أية (بعوضة حايمة).
لم تنجح الحملة الشهيرة إلا بالإرادة السياسية والتنفيذية التي وُضِعت وقتها، فكان للقائمين على الأمر ما أرادوا، فقد وفرت وزارتا المالية والصحة الإمكانيات المالية واللوجستية فكانت النتيجة الواضحة للجهد الذي تم، وأذكر أن ولاية الخرطوم كانت قد وجهت قبل سنوات محلياتها كافة بوضع برنامج دحر الملاريا في أولوياتها، وفي ذلك أنشأت المحليات إدارات متخصصة كانت فرقها تجوب الأحياء لتجفيف منابع المياه التي هي واحد من أسباب انتشار البعوض، وترشد المواطنين بعدم سكب المياه في المصارف وغيرها من المواقع مع ضرورة تجفيف المياه الراكدة، وانتشرت أيضاً بصورة ملحوظة الناموسيات المشبعة التي كانت توزع مجاناً.
الكثير منا نسي تماماً مرض الملاريا الذي كان سلطان زمانه، فلم تعد أدويته رائجة في الصيدليات، بعد أن كان الدواء الأكثر شيوعاً وانتشاراً.
حجم المأساة اليوم يختلف بشكل كبير عن الأمس، فلم تعد الكثير من الأسر قادرة على شراء الدواء والناموسية حتى، بسبب ارتفاع الأسعار، بجانب أن المرض أيضاً يعطل الطاقات البشرية ويقلل الإنتاج.
الحكومة تحتاج أن تعيد الكرة وتجعل من برنامج محاربة مرض الملاريا همّاً أكبر، فالمعالجة تبدأ بمحاربة البعوض الناقل للمرض، لأنها إذا لم تقم بذلك فإن ردة الفعل ستكون أكبر وأكثر أثراً.
أتمنى أن نسمع خيراً، وتغادرنا جيوش البعوض التي تحاصرنا من كل فج وصوب إلى غير رجعة.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية