نحن مالنا؟!
أكثر ما حيرني في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر الميديا لشابة تؤدي فاصلاً من الرقص الخليع مع مجموعة من الشباب، أكثر ما كان محيراً بالنسبة لي أن الشابة لم تؤخذ على حين غرة، بمعنى أنه لم يتم تصويرها من غير أن تعلم ذلك، إذ أنها كانت عارفة أن أجهزة الهاتف حولها ترصد هذا الفعل المنافي للأدب والأخلاق لكنها لم تستحِ أو حتى تتوقف مع ما تقوم به من إيماءات وحركات سخيفة، وبالتالي لم تأخذ الأمر من زاوية إذا بليتم فاستتروا، وواضح جداً أنها لا ترى في ما قامت به فعلاً مشيناً أو محرجاً، لذلك لم تكن مهتمة بمن وثقوا له ثم قاموا بنشره، وهذا ما يؤكد أن ثمة شرخ كبير جداً أصاب المجتمع السوداني وضرب حائط القيم فيه حداً جعله آيلاً للسقوط، لأن المجاهرة بهذا السلوك بهذا المستوى جديدة على المجتمع السوداني الذي هو ليس بالضرورة مجتمعاً مثالياً أو يمارس طقوس المدينة الفاضلة، لكن على الأقل كان وحتى وقت قريب عنده الشينة منكورة، والناس حريصة على أن تخفي أو تتبرأ من السلوك غير السليم، أما أن تتم المجاهرة بمثل هذا الانحراف، فهو ما يجب أن نتوقف عنده طويلاً ونتأمله بكثير من الحسرة على مجتمع كنا نراهن على احتفاظه بمبادئه وقيمه رغم العواصف التي تحيط به من كل جانب.
بالمناسبة ليس فيديو الشابة هو الوحيد المتداول، إذ أن هناك فيديو آخر لمجموعة من الراقصين والراقصات يبدو أنهم في رحلة بذات الكيفية وذات الأسلوب وذات السفور وعدم الحياء، ليتضح لنا أن مصيبتنا كبيرة وتسونامي قادم يهدد عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ولا أحد يتحرك وعظاً أو إرشاداً أو تعاطياً علمياً بشكل اجتماعي ونفسي، فليس كافياً ولا حلاً أن يتم إلقاء القبض على الفتاة طالما أنها تعتقد أن ما تفعله عادي طالما قبلت تصويره بهذا الشكل، الحل برأيي في ثورة اجتماعية شاملة عمادها الأسر ورجال الدين وعلماء الاجتماع والإعلام بكل أشكاله وأنواعه، عصياناً على هذا الانحراف غريب الشكل والسحنة واللون والطعم، ولن أمل القول (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
}كلمة عزيزة
تكررت الفضائح على شاشة الفضائية السودانية وبعد سلسلة من الأخطاء والإخفاقات حداً جعل السيد رئيس الوزراء، سعادتو “بكري حسن صالح” يمهل إدارة التلفزيون مهلة زمنية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، ومن يومها انتهى الأمر على هذا التوجيه دون أن يستجد على الأمر جديد، تكررت الفضائح أمس الأول والفوضى تصل حداً تم فيه نقل أحداث كواليس برنامج على الهواء مباشرة، ليؤكد الحدث برمته أن شاشة السودان، شاشة بلا رقيب ولا حسيب ولا متابع ولا إدارة ولا يحزنون، ورغم ذلك يستمر “الزبير محمد عثمان” مديراً للهيئة فوق شنو ولشنو؟.. سؤال نرجو أن يجيبنا عليه أحد، لأنه غلب حمارنا.
}كلمة أعز
عادت إلى الواجهة أزمة الوقود بشكل لافت خاصة الجازولين، وكما العادة لم يخرج علينا مسؤول يبرر اأو يشرح سبب هذه الأزمة التي نرجو أن تكون هذه مجرد مشاهد تجعل المسؤولين يتخذون من التدابير والاحتياطات ما يمنع الكارثة قبل وقوعها.