ولنا رأي

كيف بالسيف تحدى المدفعا؟!!

القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية، ابتداءً من الدولار وتراجع سعره إلى التعديلات التي طالت بعض القيادات كلها استعدلت كابينة القيادة وجعلتها تسير في الاتجاه الصحيح، فالدولة كادت أن تسقط في هاوية بسبب التراخي والطيبة والتسامح، ولكن الأوطان لا تمشي بالطبطبة وعفا الله عمَّ سلف، فالآن بدأ رئيس الجمهورية مرحلة جديدة أعاد بموجبها الكابينة إلى وضعها الطبيعي، فالأسواق تئن من شح السيولة التي كانت سبباً في المضاربات التي اضرَّت بالبلاد والعباد الفترة الماضية، لذا فإن عهداً جديداً قد حل بعد الفوضى التي عشناها، لازلنا في بداية المرحلة الجديدة فكيف تستطيع الدولة الصمود في مواجهة تجار العُملة الذين بدأوا يتسللون مثل الخفافيش بالليل بمنطقة برج البركة، خاصة الصغار منهم الذين ذاقوا حلاوة الربح السريع، ولم يستطيعوا الصبر أكثر بعد أن تم تجفيف كل المواقع والمنابع التي كانوا يأكلون منها، وأصبح على الدولة أن تتجه إلى كبار التجار وصغارهم بمنطقة السوق العربي أو الأسواق الأخرى بأم درمان وسوق ليبيا، التي يكتنزون فيها بضائعهم ومن ثم يعيدونها بأسعار مضاعفة مدعين أنه تم شراؤها بالأسعار الجديدة، ولكنهم يكذبون على أنفسهم وعلى المواطن البسيط الذي صبر كثيراً على حيلهم وخداعهم، متخطين كل الحواجز السعرية للمواد الاستهلاكية، فالسوق الآن رغم ندرة المال، ولكن ما زال البعض يصر على البيع بأسعار لم يعتد عليها المواطن، فالحجة التي كانوا يسوقونها بأن الدولار مرتفع والشراء تم بعد الزيادة، الآن تراجع سعره ومن المفترض أن يكون التجار أمينين مع أنفسهم أولاً ومن ثم مع المواطن الذي ظل ينتظر كل يوم أن تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي ولكن هؤلاء لا يشبعون أبداً.. لذلك يجب أن تقوم الدولة بحملة قاسية عليهم كما قامت على تجار العُملة الذين لبدوا أو دخلوا جحورهم لينعم المواطن بالاستقرار المعيشي والدولة التي بدأت تعيد حساباتها السابقة الهينة اللينة إلى شيء من الشدة والقوة مع الكل ليس التجار وإنما حتى مؤسسات الدولة والوزراء وغيرهم من الموظفين الذين كانوا عقبة في خروج البلاد من النفق المظلم، فالبقاء للأصلح وإذا كانت الإنقاذ في بداياتها تقول السُلطة للقوي الأمين، ولكن حينما تركت لهم الحبل على الغارب أصبح ليس هناك لا قوي ولا أمين وأصبح المال سائب يتداولونه بينهم في ما لا يفيد البلاد والعباد، بل أصبحت هناك طبقات من أولئك البشر الذين اعتقدوا أنهم أمناء وأقوياء والشواهد كثيرة، فالسيد الرئيس اكتشف مؤخراً أن الذين منحهم السُلطة والمال لم يصونوه ولم يصونوا السُلطة حتى كادت أن تفلت من الأيدي.. فالآن ينبغي أن تستمر عملية الإحلال والإبدال بمن هم أفضل وأقوى حفاظاً على هيبة الدولة وصوناً لمالها، لقد سطر الشعراء السودانيون أجمل القصائد وغنى بتلك الكلمات أفضل المغنين، حتى أصبحت تلك الكلمات راسخة في قلوب ووجدان الشعب السوداني حينما قال الشاعر في ملحمته مع الأعداء (كيف بالسيف تحدى المدفعا؟) وهذا كناية على قوة هذا الشعب الصابر والقوي، فالآن رئيس الجمهورية سوف يتحدى أولئك الجبابرة من تجار وغيرهم، وحتى الطاقم الذي يعمل معه أن لم يقدر المسؤولية فلابد من تغييره بمن هم الأفضل لمصلحة البلاد، و2020 اقتربت وفي حاجة إلى الضبط والربط.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية