جرس انذار

السمانى الوسيلة .. الشطة في إناء الإنقاذ!!

بقلم - عادل عبده

إنه من “السماني الوسيلة”، كان “ود الشيخ” في موقف عصيب استوجب عليه أن يستخدم دهاء “معاوية بن أبي سفيان”، فهو لا يريد أن يقول حسناً لما ليس بالحسن، على قول الشاعر العربي القديم، وبذات القدر لا يريد أن يكون غليظاً وناقماً بدرجة عالية حرصاً على مستحقات الشراكة مع الوطني، فضلاً عن أن أدبيات الطريقة السمانية التي ينتمي إليها، تفرض عليه إعمال التوازن بين الشدة واللين، ومن نافلة القول إن “السماني” رئيس لجنة الطاقة والتعدين بالمجلس الوطني، كان ضيفاً على صحيفتي (آخر لحظة) بتاريخ 18 فبراير 2018م، و(الوطن) بتاريخ 21/22 فبراير 2018م، ليقول رؤيته عن منهج الحكومة في العديد من المجالات علاوة على قضايا حزبه.
دخل “السماني” في مواجهة محاور صحفية تفتح الشهية لضرب جسد الإنقاذ بالمدافع الرشاشة والراجمات الثقيلة، غير أنه وجد نفسه أمام خيارين، إما تعرية الشريك الحاكم إلى مستوى نزع ورقة التوت عنه ارتكازاً على إجابة الصحيفتين، أو التغاضي عن بلايا ومشاكل الحياة السياسية مصحوبة بإيجاد المعاذير لأهل التدابير، فقد كانت المحاور ثقيلة وعنيفة تتحرك على رمال الاختبارات الصعبة والانزلاق إلى متاهات الغيوم الداكنة.
طافت المحاور حول الأزمة الاقتصادية القاتلة والإخفاق الحكومي البائن في إيقاف غليان الأسعار الذي وصل إلى عنان السماء، فضلاً عن الإشارات حول تفشي حالات الفساد وغسل الأموال في أركان الدولة، والخدعة الحكومية كما يقال، والتي لازمت عدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتناولت المحاور أيضاً تذمر الشارع الشديد عن النظام الحاكم، والخلافات الطاحنة في منظومة المؤتمر الوطني، بداهة لا تكون اللقاءات الصحفية قوية ومفيدة وناجعة للقراء إذا لم تحتوِ على الاستفسارات المهنية العميقة والأسئلة المواكبة والشجاعة التي تضرب قدسية المسكوت عنه، وتعالج حالات الهروب من الأوجاع والحقائق.
لا بد من القول بأن موقف “السماني” كان حساساً في التلاقح مع تلك المحاور الخطيرة، فهو شريك في الحكومة إذا وصلت مراحل هجومه إلى حدود العمق السحيق، فإنها تكون قد تجاوزت استحقاقات المسؤولية التضامنية، فالشاهد أن جماعة الإنقاذ لا يقبلون ألسنة اللهيب التي تصوب إليهم، وأما إذا حاول “السماني” تدليس الأشياء يكون قد تنكر للأوضاع الماثلة للعيان، فماذا فعل؟
شعرت أن “السماني” تفهم ما يطلبه الشارع وأدرك ما تفرضه عليه قواعد الشراكة، فهو ليس معارضاً مثل “ياسر عرمان” ولا “عبد العزيز الحلو”، فقد استخدم الرجل إرث الاتحاديين في السياسة، ودهاء الصوفية في الخروج من المأزق، فقد انتقد “السماني” السياسات الحكومية بوتيرة محسوبة ووجه حضاري، فهو لا يريد للإنقاذ أن تركب رأسها ويطلب من السلطة أن تفهم ما وراء الأشجار المتحركة نحوها كما فعلت “زرقاء اليمامة”، فـ”السماني” لم يضرب الحكومة بالراجمات الثقيلة، لكنه وضع الشطة الحارقة في إناء الإنقاذ، فقد اختار هذه الصيغة الهجومية المتوازنة في ظل المساحة التي يتحرك فيها، ورفض أن تحكم البلاد بواسطة تيار واحد، وقال بأن أمام “البشير” الفرصة لصناعة التاريخ ووضع فيتو على المعالجات الأمنية للمشكل الاقتصادي، أما إجاباته عن قضايا حزبه، فقد كانت على شاكلة ما جاء في ردوده حول منهج السلطة الحاكمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية