حوارات

في حوار مع قناة (الشروق) وزير الخارجية يضع النقاط على الحروف (1)

قدمت للرئيس تقريراً كاملاً مفصلاً حول التخفيض الدبلوماسي

والغريب أن وزارة الخارجية من بين (277) وظيفة مصدقة لها بالخارج تُشغل بها (74) فقط
سفير السودان في مصر يمكن أن يعود في أي وقت بعد انتهاء مؤتمر السفراء بالخرطوم
قضية حلايب منذ 1959 ولا يتوقع البعض أن تحل في جلسة مفاوضات واتفقنا على عدم التصعيد
متأكد أن الأخ الفريق أول “صلاح عبد الله قوش” سينطلق من حيث توقف شقيقه الأخ “محمد عطا”

حوار- خالد موسى – رصد- طلال إسماعيل
أجرت قناة (الشروق) مساء يوم (السبت) لقاءً خاصاً مع وزير الخارجية “إبراهيم غندور” في برنامج (لقاء خاص)، قدمه السفير “خالد موسى” حول عدد من الموضوعات الداخلية والخارجية وعلاقات السودان مع دول الجوار وقضايا خارجية.. قدم السفير “خالد موسى” في بداية الحوار..
# في الوقت الذي تعقدون فيه هذا المؤتمر هنالك تصريحات لجنة مختصة برئاسة وزير الدولة بوزارة المالية حول تقليل الميزانية الخاصة بوزارة الخارجية إلى الثلث.. كيف يتسق ذلك؟
– نعم، هذا الأمر دار نقاش فيه بيني وبين الرئيس الذي يرعى العمل الخارجي ويشرف عليه إشرافاً مباشراً، وقرار الأخ الرئيس في أيام الوزير السابق “بدر الدين محمود” والموازنة قبل السابقة والسابقة، كانت هنالك توصيات من وزارة المالية بتخفيض التمثيل الدبلوماسي في الخارج، الرئيس كان قراره واضح جداً أن لا تغلق أية سفارة، والأمر الثاني إذا تم تخفيضهم أن لا يؤثر على العمل الدبلوماسي، وقدمت للرئيس تقريراً كاملاً مفصلاً، والغريب أن وزارة الخارجية من بين (277) وظيفة دبلوماسي مصدقة لها بالخارج تشغل بها (74) وظيفة فقط…
# (مقاطعاً).. يعني الثلث شاغر؟
– نعم، نعم، الثلث شاغر، وبالتالي نحن على استعداد إذا كان هنالك أي مجال لأي تخفيض نحن نعمله، ولذلك طلبت من الأخ الرئيس أن تعمل هذه اللجنة ونحن نعطي رأينا في النهاية، ونحن لم نطلب أن نكون طرفاً فيها وتركنا الأمر لإخواننا في الجهاز المعني وعلى رأسهم المالية، وبالتالي سنناقشهم في ذلك عندما تنتهي توصيات تلك اللجنة.. أنا أؤكد قرار الرئيس واضح جداً لا إغلاق لأية سفارة، لا تخفيض يؤدي إلى إبطاء العمل في أية سفارة، وغالب سفاراتنا تعمل بسفير ودبلوماسي والغالب يعمل بسفير ودبلوماسيين فقط، وهذا أقل ما يمكن أن يؤدى به عمل سفير ودبلوماسي في سفارة صغيرة، وسفير ودبلوماسيان، هنالك سفارات كبيرة لها عمل كثير مثل أديس أبابا التي بها رئاسة الاتحاد الأفريقي، ونيويورك التي بها رئاسة الأمم المتحدة، القاهرة التي توجد بها الجامعة العربية وسفارة في فينا فيها منظمات دولية وأروما فيها منظمات دولية كثيرة.. خلاف ذلك سفارتنا تعمل بالحد الأدنى والسفراء يشكون من قلة الدبلوماسيين، وأنا سأقول أرقام سيستغرب منها الناس، كل العاملين في وزارة الخارجية من سفراء وغيرهم لا يزيدون عن (750) ألفاً فقط بمن فيهم من عمال ومحاسبين وإداريين…
# (مقاطعاً).. وزارة الخارجية المصرية بها (171) سفارة خارجية وعدة آلاف؟
# (171) ألفاً و(27) ألفاً، وإذا قست بمؤسسات هنا وأنا لا أريد أن أقارن، هذا يمثل (حوش) وزارة واحدة، من بين أفرع الوزرات يمكن أن يكون لديها (7) أو (8) أفرع، ووزارة الخارجية تعمل (24) ساعة كما تعلم بنظام المناوبة، والآن إذا ذهبت إلى وزارة الخارجية هنالك دبلوماسي مناوب ومعه مساعدون ويستمر حتى صباح اليوم التالي ويسلم غيره.
# ما هي المشكلة في أن تقوم الدولة بواجبها نحو تمويل العمل الخارجي والدبلوماسي كما يجب؟
– نعم، الظرف يتعلق بتوفير العملات الصعبة وانفصال الجنوب وذهاب عائدات النفط أثر على وجود العملات الأجنبية والدولة تحاول الآن أن تخفض التكاليف، وربما يستغرب البعض أن تكلفة سفارتنا في الخارج في العام هي (69) مليون دولار فقط في العام…
# (مقاطعاً).. كل ميزانية الوزارة؟
– نعم، كل ميزانية الوزارة في العام، وهذا ربما يستغرب له الناس، هذه الميزانية على ضعفها…
# (مقاطعاً) تقوم بعمل كبير.
– تقوم بعمل كبير جداً.
# هنالك كلام حول التوصيات التي نُفذت من المؤتمر السابق خاصة قانون السلك الدبلوماسي أجيز في المجلس الوطني لكنه لم يلب طموحات العاملين؟
– صحيح، أنا أولاً أقول غالب توصيات المؤتمر السابق تم تنفيذها ووردت في (12) صفحة توصيات كثيرة، لذلك في هذا العام طلبنا أن يركز على التوصيات المهمة التي لم يتم تنفيذها، قانون السلك الدبلوماسي أجازه مجلس الوزراء.. وفي داخل مجلس الوزراء تحت قضية الإصلاح تم رفض إخراج السفراء والدبلوماسيين من قانون الخدمة المدنية وباعتباره قرار المؤسسة السيادية لا نملك إلا أن نلتزم به، وبالتالي التزمنا بما خرج به مجلس الوزراء ودعمنا ذلك في البرلمان، ولا يمكن أن نخالف قرار مجلس الوزراء الموقر، ولكن هنالك التزام بأن يجد العاملون في وزارة الخارجية حظهم من الرعاية الكاملة بإذن الله تعالى.
#معالي الوزير دعنا ننتقل إلى محور آخر محور العلاقات الخارجية خاصة العلاقة مع مصر والعلاقة مع إثيوبيا.. نبدأ بمصر.. انعقدت والتأمت قمة ثلاثية في أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية وقام الرئيسان “البشير” و”السيسي” بتوجيه وزيري الخارجية بعقد اجتماعات بمشاركة مديري المخابرات في البلدين ماذا تم بشأن إنفاذ التوجيهات؟
– أولاً القمة الثلاثية سبقتها قمة ثنائية، حينما زار الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” الرئيس “عمر البشير” وعقد اجتماعاً مغلقاً استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة ثم اجتماع في وجود وزيري الخارجية ومديري المخابرات وتم الاتفاق على لجنة رباعية تتكون من وزيري الخارجية في البلدين ومديري أجهزة الأمن والمخابرات، وهذه اللجنة تكون دائمة لمتابعة العلاقات وإثارة أي ما يمكن أن يعترض طريقها، وكما تحدث فخامة الرئيسين وضع العلاقات في إطارها الصحيح وقبل أن نغادر أديس أبابا التقينا أنا وأخي الباشمهندس “محمد عطا”، الذي أسأل الله أن يعينه ونرحب به في وزارة الخارجية، قدم للبلد الكثير وتقبل الله منه ونتمنى للأخ الفريق أول “صلاح قوش” كل التوفيق، وهو ليس غريباً على هذا الملف.. اتفقنا في أديس أبابا مع وزير الخارجية المصري ومدير المخابرات المصرية على يوم الثامن من فبراير وفعلاً التقينا في القاهرة، الاجتماعات سارت في مسارين ثنائي بين وزيري الخارجية ومديري المخابرات، كل على حدة، ثم رباعي ناقشنا فيه ما تم التوصل إليه في اللقاءات الثنائية، وأقول إن النقاش كان صريحاً جداً وواضحاً جداً وشمل كل ما يمكن أن يخطر على بال مواطن في وادي النيل لأنني استمعت لمحللين وما أكثر الذين يحللون هذه الأيام دون أن يسألوا حتى من المعلومة، وناقشنا كل ما يمكن أن يخطر على بال مواطن سوداني من قضية حلايب التي استغرقت غالب وقت اجتماعنا الأول.
# (مقاطعاً).. لكن لم تذكر في البيان الختامي؟
– البيان الختامي كما تعلم يا أخ “خالد” وأنت دبلوماسي عريق هو نتاج توافق بين طرفين، وكما رفضوا إدخال بعض الأشياء في البيان الختامي رفضنا إيضاً إدخال بعض الموضوعات في البيان، وأيضاً أدخلنا ما يمكن أن يوضح وجهات نظرنا في العلاقات الثنائية والثلاثية في قضايا أخرى، وما يخرج من بيانات دائماً يطرح مجمل الموضوعات ولكنه لا يفصّل ما دار، كل القضايا كانت حاضرة وما تلاها من نتائج وعمل يؤكد ذلك. كنا واضحين جداً وأيضاً كانوا شفافين وصريحين.
# الكل يعلم أن لقاءً مثل هذا لا يمكن أن يحل قضية مثل حلايب؟
– (مقاطعاً).. قضية منذ 1959 لا يتوقع البعض أن تحل في جلسة مفاوضات.
# ما هي الخيارات؟
– نحن طرحنا إما أن نتفاوض أو أن نذهب للتحكيم، أشقاؤنا في مصر ماز الوا يتمترسون حول الرفض وإن لم يقولوه هذه المرة بصورة قاطعة ولكنهم تحدثوا عن خيارات قديمة مطروحة مثل قضية التكامل، نحن لم نطرح هذا الخيار لأننا نعتقد أن أرض مصر والسودان كلها للتكامل لكننا اتفقنا على عدم التصعيد، وعدم التصعيد أهم شيء داخل حلايب والتأثير على المواطنين والتضييق عليهم.
# الإبقاء على الوضع كما هو؟
– الإبقاء على الوضع كما هو، وهذه هي القضايا التي ناقشناها، ولعل النقاش قد وصل إلى أن الأمر ترك للرئيسين، ولكن اتفقنا على أن نقدم للرئيسين بعض المقترحات التي تعين على تجاوز هذا الملف.
# ربما ليس غريباً أنك ووزير الخارجية المصري “سامح شكري” التقيتما كثيراً، ولكن العامل الجديد هو لقاء مديري المخابرات في البلدين.. كيف تصف هذا اللقاء؟
– وصفه “محمد عطا” بأن الكيمياء اشتغلت بين الرجلين وبسرعة، هنالك تفاعل كيميائي، وذكر أن هذا الاجتماع اجتماع تاريخي ولابد من الإشارة إلى أن اللواء “عباس كامل” رجل تحبه عندما تلتقيه دون أن انتقص شيئاً من أخي وحبيبي وعزيزي “سامح شكري”، الذي هو أيضاً دبلوماسي عريق وصريح وواضح وتجمع بيننا صداقة ولم تمنعنا أن نكون صريحين في كل القضايا.. لذلك أعتقد أن ذلك اللقاء هو نقطة تاريخية وأنا متأكد أن الأخ الفريق أول “صلاح عبد الله قوش” سينطلق أيضاً من حيث توقف شقيقه الأخ “محمد عطا”.
#متى سيعود السفير “عبد المحمود عبد الحليم” إلى القاهرة؟
– الأخ “عبد المحمود” كما قلنا في القاهرة يمكن أن يعود في أي وقت، والآن السفير “عبد المحمود” يشارك في مؤتمر الدبلوماسيين ووجهنا الأخ “عبد المحمود” أنه يمكن أن يعود في أي وقت بعد انتهاء مؤتمر السفراء بالخرطوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية