عز الكلام

الخسائر أكبر من ما نتصور!!

ربما الكثيرون منا ينظرون إلى الأزمة الاقتصادية الحالية من منظار انعكاساتها المأساوية على معايش الناس، ورغيف الخبز وصلت به الجرأة أن أصبح نداً للعملة الرسمية والعيشة تساوي جنيهاً سودانياً معتمداً، وقفة الملاح أصبحت الهمّ الأساسي الذي تصحو عليه الأسر وتنام، يؤرقها فطور الصباح ويقلق مضجعها حليب شاي المغربية، وتمادت الهموم وارتفعت سقوفاتها عند المرضى والطلاب من أصحاب الدخل المحدود.. صحيح ظللنا ننظر إلى الأزمة من هذا الجانب المهم لكننا أغفلنا جانباً أكثر أهمية حدثني عنه أحد المصرفيين الكبار، والرجل يتحدث بألم بالغ وحزن دفين أن الأزمة الاقتصادية والقرارات المتعجلة والمتلاحقة والمضطربة تسببت للأسف في خسائر كبيرة لتجار لا ذنب لهم سوى أنهم ضحية لأقدار صنعها مسؤولون يتخذون القرار ويفرضونه ليكتشفوا لاحقاً أنه خطأ وكارثة، وسرعان ما يتخذون آخر أكثر بؤساً منه.. وهم خسرانين شنو طالما أنهم لا يخسرون حاجة من جيبهم ولا يفقدون حتى مناصبهم؟! وتستمر اللعبة من غير نهاية، والوحيدون الذين يدفعون الضريبة هم شخوص يتعاملون في سوق الله أكبر، هزت الأرض من تحت أقدامهم هذه المتغيرات وبعضهم رهن بيت عياله ليتمتع بتمويل يصرف به أعماله التجارية هو الآن مهدد ببيع منزله ودخوله السجن إلى حين السداد ليبدأ الفصل الأكثر مأساوية بتشريد الأبناء، وربما طلاق الزوجة ودخول الأبناء في دائرة الضياع من مخدرات وخلافه، والنفس البشرية بعضها لا يتحمل هذه الهزة العنيفة التي تقلب الحال من حال إلى حال، وهي نتيجة حتمية لقرارات اتخذت دون دراية ولا دراسة ولا حتى مسؤولية اجتماعية وأخلاقية تجاه هؤلاء الضحايا.
لذلك، أقول إن الفريق الاقتصادي الذي يدير الاقتصاد في بلادنا هذه عليه أن يعلم أنه ليس مسؤولاً فقط عن الضيق والعنت للمواطن، لكنه أيضاً مسؤول وبشكل حقيقي ومباشر عن تفكك أسر وضياع عائليها والزج بهم في غياهب السجون.. لكن المصيبة الأكبر أنه لا أحد يشعر ولا أحد يحس ولا أحد يتفاعل.
{ كلمة عزيزة
في ما يشبه الجراحة العاجلة التي لابد منها رغم صعوبتها، قام السيد معتمد محلية الخرطوم الفريق “أبو شنب” باتخاذ جملة من القرارات.. والفريق “أبو شنب” على فكرة ليس من النوع الذي يتخذ القرار وينساه أو يضعه في الدرج، والرجل عوّدنا أنه إذا قال فعل وإذا اتخذ قراراً ينفذه بكل حسم وحزم وجسارة، اتخذ جملة من القرارات التنظيمية المهمة لتصحيح الأوضاع في الشارع العام، حيث أمر سيادته بإيقاف التعديات والمخالفات على الطريق العام ومراجعة وتجويد الخدمات من أعمال النظافة والتجميل وإنارة الطرق والحدائق العامة ومواقف المواصلات، ووجه إدارات المخالفات والمتابعة والكهرباء والشؤون الزراعية والتخطيط العمراني والآليات بتفعيل العمل فيما يلي إزالة مواقع السكن العشوائي داخل المخططات السكنية، فضلاً عن إنذار جميع أصحاب القطع الخالية بتقنين أوضاعها وتسويرها منعاً للتعديات والمظاهر السالبة التي تنتج عن إهمال الأراضي السكنية بالإحياء التي أصبحت مكبات للنفايات والأنقاض وبؤراً للسكن العشوائي، مشدداً على حظر استخدام مكبرات الصوت في الأسواق والمحال التجارية بمواقف المواصلات والأماكن العامة، فضلاً عن منع البيع الجائل في الأسواق ومواقف المواصلات وتقاطعات الطرق والعمل غير المقنن والعرض الخارجي للمحال التجارية وغسيل السيارات في شوارع الأسفلت ما تسبب في إصابتها بالحفر التي صارت بالوعات تتوهط في الطريق العام، وحظر عمل ورش صيانة السيارات والركشات داخل الأحياء والشوارع الرئيسة التي تعدت على أمن وراحة المواطنين في مظهر غير حضاري، إلى جانب منع مزاولة بيع المواشي بالطرقات العامة وسير عربات الكارو بالشوارع الرئيسة. كما قرر المعتمد حظر وضع الملصقات في غير المناطق المصرح بها ومعاقبة جميع المخالفين للقرار بإلغاء الفعالية المعلن عنها، إضافة إلى العقوبات الأخرى للمتعهد وصاحب البرنامج.. وبالتالي أكد الفريق “أبو شنب” أنه يسير في الطريق الصحيح نصرة للمواطن ونصرة لوطن حضاري يتنفس نظافة وأمناً وجمالاً.
{ كلمة أعز
اتخذ السيد مدير جهاز الأمن الفريق “صلاح قوش” قراراً تاريخياً بإطلاق سراح جميع المعتقلين بما يشي أن هذا الجهاز الحساس في طريقه لبداية عهد جديد، فيه كثير من العدالة والإنصاف ومد الأيدي من أجل وطن ديمقراطي معافى من الضغائن والغبائن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية