أحداث الشرق تلقي ظلالها على احتفال البلاد بعيد الشهيد
أكد على مسك الزناد واستمرار الجهاد
حديث “البشير” في “سنجة”.. رسائل مزدوجة وموجهة
سنجة – سيف جامع
عادت أحاديث الحماسة من جديد إلى خطابات رئيس الجمهورية المشير “البشير”، وبلغت ذروتها في خطابه الجماهيري أمام حشد من المواطنين بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الفضي لمنظمة الشهيد بولاية سنار، ورغم أن حديث الرئيس يعتبر متوافقاً مع المناسبة -العيد، إلا أن بعض المراقبين قد ربطه بما يجري على الحدود الشرقية ورصد تحركات لقوات أجنبية هناك، وما تنطوي عليه من تهديد لأمن البلاد، وأبرز ما جاء في خطابه تعهده بأن تظل راية الجهاد مرفوعة، وفاء لدماء الشهداء والمجاهدين، مؤكداً في ذات الوقت جاهزية الجيش والقوات الأمنية الأخرى لحماية المكتسبات والبلاد، وكانت عبارة الرئيس التي حملت أكثر من رسالة لخصها في (نحن لسه على العهد، وضاغطين على الزناد، لكل من يحاول أن يعتدي)، قبل أن يهتف بحماس (جاهزين جاهزين لحماية الدين)، حيث ردد معه الآلاف من الجماهير الهتاف، وعرف “البشير” في خطاباته بتحرره من قيود وقواعد التنظيم الجماهيري، حيث يحرص منظمو لقاءاته على أن تكون منصة المخاطبة التي يعتليها تبعد حوالي عشرة أمتار عن الجمهور، لكن الرئيس يشير دائماً بيده إلى المواطنين للاقتراب مما أدى لتدافع المواطنين والإحاطة بالمنصة، وتسبب في أن تحجب اللافتات التي رفعوها عن الكاميرات، خصوصاً كاميرات البث التلفزيوني، واضطر مشرفو البث المباشر للفضائيات إلى أن يطلبوا من المواطنين خفض اللافتات.
وتعتبر الاحتفالات السنوية بأعياد الشهيد مناسبة يحرص “البشير” دائماً على حضورها، وفيها يعيد أشواق المجاهدين إلى ساحات الفداء، ويقفون فيها عرفاناً لرفاقهم الذين استشهدوا في أحراش الجنوب وجبال الشرق وصحارى دارفور وكردفان، فضلاً عن ذلك لم ينسَ الرئيس أبرز شهداء الإنقاذ، حيث قال “كلنا شوق لنلحق بإخواننا الشهيد الزبير محمد صالح وإبراهيم شمس الدين).
واعتبر “البشير” أن الشهيد (حي، فرحان) ويتمنى أن يلحق به أصحابه، وأشار إلى أن الأيدي ستظل مرفوعة بالدعاء رغم كيد المتمردين والمتربصين الحاقدين، وحيا الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن واستقلاله، كما أشاد بالقوات النظامية والدعم السريع والشرطة والقوات النظامية الأخرى، لدورها في تحقيق الاستقرار وبسط الأمن، وإلى كل من جهز غازياً، وقال (عهدنا مع الشهداء ستظل الراية مرفوعة رغم كيد الكائدين وتآمر المتآمرين والمتمردين والمتربصين)، وأضاف: (نحتفل بعيد الشهداء لأنهم أكبر منا، ولأن الله اختارهم، ولنتذكر قيم الشهادة والجهاد)، مشيداً بالدور التاريخي لولاية سنار كأول دولة إسلامية في أفريقيا ومؤسسيها الأوائل، كما أشاد بجهود منظمة الشهيد في رعاية أسر الشهداء وتوفير الخدمات لهم، داعياً إلى الاستمرار في رعاية أسر الشهداء، وأبان “البشير” أن ولاية سنار تحتاج للطرق وخدمات التعليم، قائلاً: ” نحن معاكم لتنفيذ الخدمات، ولغاية يكون كل طفل في مدرسة مهيأة ومكندشة، زي أي مدرسة بالخرطوم”، وزاد “دينكم علينا يا ناس سنار، وحيجيكم كامل”، وبشر الرئيس بإعمار كل الولاية ودعم المزارعين والاهتمام بكهربة المشاريع الزراعية، وقال الرئيس إن سنار تأتي في مقدمة الولايات المنتجة للاستهلاك والتصدير.
}تطوير القطاع البستاني
ويبدو أن الدولة تسعى إلى تطوير القطاع البستاني في الفترة المقبلة خاصة وأن السودان يمتلك ميزات كبيرة في القطاع خاصة في منتجات المانجو والبرتقال والموز، وتعتبر ولاية سنار أهم الولايات المنتجة للموز لذلك سيطر الموز على حديث الرئيس على مدى ثلاثة أيام في زيارته إلى ولايتي النيل الأزرق وسنار، حيث قال لدى مخاطبته مواطني منطقة السريو بولاية النيل الأزرق، إن موز المنطقة الأول على مستوى العالم، وهنالك طلب عليه، وكرر حديثه ذاته في مخاطبته المواطنين في الدمازين بميدان المدفعية، وفي سنجة، وأكد على ضرورة الاستثمار في فاكهة الموز، وقال “موز سنار ما زي الموز الآخر من حيث الجودة”، وأردف “موز سنار فيهو بركة غير حلاتو وطعمو”، وحرص الرئيس “البشير” على تفقد عمليات إنتاج فاكهة الموز بولاية سنار، ووقف على مزرعة إنتاج وإعداد الصادر بمزرعة رجل الأعمال “فاروق العابد” بمنطقة الجزائر جنوب شرق سنجة، ونسبة لعدم وجود طرق تربط منطقة الجزائر بمدينة سنجة، وصل الرئيس عبر الطائرة إلى المزرعة، واستعرض القائمون على المزرعة التقنية الزراعية المستخدمة في زراعة الموز، وتم توقيع اتفاقية بين شركة زادنا ومزارعي منطقة ود هاشم لزراعة مساحات مقدرة بالفاكهة، وقال وزير الزراعة بالولاية “أزهري خلف الله” لـ(المجهر) في هذا الجانب، إن هناك خططاً للتوسع في زراعة الموز، مشيراً إلى أن الولاية تنتج حالياً (100) ألف طن، وتوقع أن يصل عائد تصدير الموز إلى أكثر من مليار دولار في الولاية.
والي سنار “الضو الماحي” الذي يطلق عليه لقب المجاهد، بدا سعيداً بزيارة الرئيس واستضافة ولايته لعيد الشهيد القومي، وعرض على وقع الأغاني الجهادية بجانب الرئيس أمام الجمهور، لكن على غير العادة لم ترد تأكيدات لاستمراريته في حكم الولاية كما يحصل دائماً مع الولاة الذين يزورهم الرئيس، وهذا الأمر أيضاً لم يحدث في ولاية النيل الأزرق التي زارها الرئيس قبل يوم من زيارته لسنار، إذ لم يتطرق الرئيس إلى تقييم أداء الوالي “حسين يس حمد” رغم أن المتحدث باسم القوى السياسية طالب في خطابه بالإبقاء على الوالي “يس” إلى 2020م.
والي سنار “الضو الماحي” اعتبر استضافة الولاية لعيد الشهيد تمثل فخراً وعزاً للولاية، وجدد العزم على تحقيق الرخاء والاستقرار وزيادة الإنتاج وتنفيذ مشروع التركيز التنموي، وتطوير خدمات التعليم والصحة وتعبيد الطرق، مثمناً دعم المركز مشاريع الولاية بـ(512) مليون جنيه قيمة مشروعات لأسر الشهداء.
وتحدث مدير منظمة الشهيد “محمد أحمد حاج ماجد” في الاحتفال، حيث أكد أن منظمة الشهيد أقامت عدداً من المشروعات عبر ديوان الزكاة لأسر الشهداء استفادت منها (287) أسرة شهيد، بتكلفة تجاوزت الـ(512) مليون جنيه، وذلك ضمن برنامج عيد الشهيد القومي، وأضاف أن “الزكاة شيدت 42 وحدة سكنية لأسر الشهداء، إضافة للمشروعات المخرِجة من دائرة الفقر”، وكشف عن ترتيب بين المنظمة وديوان الزكاة لتشييد (1500) منزل لأسر الشهداء.
وقال أمين ديوان الزكاة بولاية سنار “محمد أحمد عبد الله عشة” إن الديوان ضخ مبلغاً تجاوز (9) ملايين جنيه لأسر الشهداء العام الماضي، من بينها مبلغ تجاوز الـ(5) ملايين جنيه لمنازل أسر الشهداء.
وأوضح أن الديوان نفذ مشروعات إعاشية استفاد منها مائتا مستفيد من أسر الشهداء.
زيارة الرئيس رغم أنها لم تستغرق خمس ساعات، إلا أنه شهد خلالها العقد النموذجي لزواج (400) شاب وشابة والذي يأتي بالشراكة ما بين الاتحاد الوطني للشباب السوداني، والأمانة العامة لديوان الزكاة الاتحادي، بحضور والي سنار وعدد من الوزراء والقيادات الشبابية، وقد أقيمت مراسم الزواج داخل سرادق بميدان الاحتفال، و طاف “البشير” على معارض استقرار الشباب، وصندوق مساعدة الشباب على الزواج.