ربع مقال
سنط سات وجبروت سات..!!
خالد حسن لقمان
.. شيء محزن أن لا يرحم بَعضُنَا البعض.. وشيء مخزٍ أن يغفل بَعضُنَا عن حال من حوله وكأنه يعيش وحده.. فبالله عليكم هل من الحكمة في شيء وفي ذروة ما يعانيه الناس من رهق في حياتهم.. أن يخرج علينا البعض بما أسموه سنط سات الباقة الجديدة للقنوات السودانية بإعلانات متكررة وتراويج ضخمة ليعلنوا لنا أن تردد هذه القنوات وعلى بؤسها هي الأخرى قد تغير من أفقي إلى عمودي ومعدل ترميزها إلى (30000) بما يترتب عليه ليس فقط جهد لتعديلها ،هكذا، بخبرة من بيده الريموت.. بل تغيير الريسيفر بأكمله بآخر HD يتجاوز أرخصه السبعمائة جنيه، بما لا يشمل الجهد الفني لتركيبه وإدخاله المنظومة الصاروخية الجديدة المسماة سنط سات هذه.. الغريب في الأمر أن كبريات القنوات العربية والخليجية والمصرية تركت الخيار لمشاهديها بين التحول إلى نظام الـHD أو الاستمرار بالنظام القديم.. إلا أن حكماء وملوك وأباطرة سنط سات هؤلاء قرروا أن يمنحوا شعب السودان خياراً أوحد، وإلا فلا يمكنهم مشاهدة القنوات السودانية!!.. أي حرج هذا بالله عليكم، الذي تضعون فيه الأسر بأربابها وربات بيوتها المغلوبين على أمرهم وأمرهن؟!.. وأي حكمة هذه التي تخرجون بها جمهور هذه القنوات (على ضعفها) من مشاهدتها ومتابعة الشأن الوطني في هذه الأيام الخطيرة والمهمة في حال البلاد وواقعها.. شيء مقرف بحق!!