عز الكلام
رحل الجبل (ود الجبل)!!
أم وضاح
نعى الناعي صباح الأمس، الحاج “بابكر حامد ود الجبل” أو كما تعودنا أن نناديه عم “بابكر”، الرجل الذي تنطبق عليه أوصاف ومعاني ظلت مفردات مغناة في الأغنيات والأهازيج السودانية وعم “بابكر” شيخ قبيلة ومقنع كاشفات وراجل حوبات وفارس من الزمن الجميل، وعلاقتي بعم “بابكر” قديمة لكنها توطدت أكثر وعرفته عن قرب ونحن نسجل حلقة من سهرة “البساط أحمدي” على قناة النيل الأزرق، دفعني لتسجيلها والحرص على أن تتم النموذج الذي ظل يقدمه عم “بابكر” كرجل عصامي جمع ثروته بالعرق والجد والكد والاجتهاد، كنت أقول له أنت يا عم “بابكر” لست أقل قامة ولا تاريخاً ولا كسباً من المليونير اليوناني “أوناسيس”، لكننا لا نعرف للأسف كيف نوثق ونؤرخ لهذه النماذج السودانية وطوال أيام تسجيل الحلقة كنت لصيقة بالرجل لأكتشف كيف هو صاحب قلب أبيض لا يحمل حقداً ولا كرهاً لأحد.. الفي قلبه على لسانه والفي لسانه يقوله في وش أتخن تخين ولا يهمه رد الفعل، المهم أن يرضي ضميره ويستريح، ذهبنا إليه كتيم برنامج إلى جبيل الطينة، ويشهد الله أن الظروف وحدها هي التي حددت التوقيت، إذ صادف آخر يوم في شهر (رمضان)، ذهبنا إليه لنجد في حوشه الكبير حشوداً ما أنزل الله بها من سلطان، جاءوا جميعاً ليأخذوا العيدية يداً بيد من حاتم طائي زمانه، إذ لا أظن أن أحداً يفعلها بهذه الكيفية وهذا الكم.
ظل حاج “بابكر” دائماً يفتخر بأنه صنع نفسه، لم ينكر حماره الذي بدأ به تجارته في الحلّال المجاورة لبلدته، لم يتبرأ من تاريخ يحتفي ويفتخر به أنه كان فريشاً في السوق العربي، لم يخفِ أوضة الطين الصغيرة التي تزوج فيها من قريبته وزوجته الأولى، لم يبتعد أو يتكبر أو يفترِ على أهله وناسه، لم يفوت مناسبة فرحاً كان أو ترحاً إلا كان أول الحضور وآخر المغادرين، ظل عم “بابكر” وفياً لأهله ليبني المساجد والمدارس والمستشفيات، باراً بهم وكأنه من كل بيت في جبيل الطينة والد وابن وأخ وشقيق ونديد.
نعم لم يكن عم “بابكر” فقط رجل بر وإحسان أو رجل مال وأعمال، لكنه رمزاً من رموز السودان بكل هيبته وخدرته وطول قامته وفخامة جلبابه وأناقة عمامته، ولم يكن عم “بابكر” رغم ما أعطاه الله من بسطة في المال، متقوقعاً على نفسه أو رافعاً سور قصره، بل علي العكس كان ريحانة كل المجالس وكل المناسبات يزيدها رونقاً وجمالاً، تهزه أغنيات الفروسية فلا يقاوم إيقاعها وإحساسها ليبشر ويعرض وينفعل زيه وزي أي ود بلد أصيل ونبيل وجميل، لن أنسى يوم أن كرمنا حاجة “شامة” أم الشهداء قبل ثلاث سنوات في عيد الأم كأم مثالية، فاتصل عليّ وطلب أن تحضر حاجة “شامة” إلى مكتبه، ويشهد الله أنه لم يشترط توثيقاً ولا كتابة لذلك، فأكرمها وأحسن وفادتها والأخ “طارق محمد خالد” من الشهود على ذلك، والرجل رغم المهابة التي تعكسها شخصيته، إلا أنه كان رقيق القلب ودمعته قريبة أمام الضعفاء أو أصحاب الحاجات.
ألا رحمك الله حاج “بابكر حامد ودالجبل” الرجل الجبل، وجعل البركة في أولادك وجعلهم من الذين يحفظون اسمك بين الناس حتى لا ينقطع عملك عن الدنيا براً وإحساناً، والعزاء لكل أهالي جبيل الطينة بيتاً بيتاً وشارعاً شارعاً، فإن فقدهم والله عظيم ومصيبتهم كبيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
{كلمة عزيزة
بصراحة منظر غير حضاري ولا صحي وجموع المواطنين تخرج من المخابز وهي تحمل رغيف الخبز في يدها، وهو سلوك غير صحي.. يا أخوانا دايرين توصلونا لوين وواضح جداً فهمكم كمل والبحصل ده تخبط وتوهان.
}كلمة أعز
طفشت القنوات السودانية عن التلفزيونات بعد دخولها في باقة واحدة في ذات الأيام التي ارتفعت فيها الأسعار بشكل غير مسبوق، وكأن هناك اتفاقاً على عكننة مزاج الناس ودفعهم دفعا للكآبة والحزن.