بين امرأتين
{ في المملكة العربية السعودية .. أرض الحرمين الشريفين ..والبقعة التي منها أشاع الإسلام نوره وضياءه.. دخلت نساء المملكة العربية السعودية يوم الجمعة ملاعب كرة القدم، وبعد سنوات من تشجيع المرأة السعودية للأندية من بيوتهن.. وعبر الشاشات ..دخلت مشجعات النادي الأهلي السعودي التاريخ من أوسع الأبواب وعشن اللحظات الأولى لدخول العائلات إلى ملاعب كرة القدم السعودية في حدث استثنائي كما تقول صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة أمس في صفحاتها الأولى، وقد تابع العالم حدث مثل هذا بشغف شديد والمشجعات السعوديات يتابعن من ملعب الجوهرة المشعة في جدة مباراة الأهلي السعودي ثاني أكبر نادي في مدينة جدة الساحلية بعد الاتحاد (العميد)، وهو بوابة فريق الباطن ضمن مباريات دوري المحترفين السعودي.
{ المرأة في المملكة السعودية تحقق لها انتصارات كبيرة خلال العام الذي انقضى.. واستعادت السعوديات حقوقهن في قيادة السيارة و(القدلة) في شوارع الرياض التي تتمناها ركشات السودان !! والمرأة بعد أن أصبحت في السعودية تقود السيارة.. أصحبت في إثيوبيا تقود الطائرة واحتفلت المرأة الإثيوبية العام الماضي بقيادة النساء الإثيوبيات لطائرة من طراز بوينج تعمل في ضيافتها وملاحتها نساء.. والمرأة السعودية تفصلها عن الإثيوبية المسافة ما بين سير السيارة وطيران الطائرة.. وقد انتزعت المرأة السعودية من بعد ذلك حق دخول دور السينما وحفلات الغناء وأخيراً دور الرياضة.. بينما المرأة هنا في السودان حصلت على كل هذه الحقوق منذ سنوات بعيدة.. حتى كرة القدم النسائية تم السماح بها نزولاً لضغوط الفيفا .. لكن المرأة في السودان لا تزال تواجه القهر وخير شاهد على ذلك وجود مجموعة ناشطة أطلقت على نفسها اسماً راسخاً في الوجدان.. يثبت قهر النساء وبالأمس فقط يكشف أستاذ جامعي عن العنف الذكوري الكامن في دواخل البعض و”قاسم بدري” يستميت في الدفاع عن تبرير سلوكه العنيف مع الطالبات المقهورات.. وفي مشهد حزين ومثير للرثاء لحال المرأة تخرج بعض الطالبات المقهورات من جامعة الأحفاد ينددن بالمنددين بسلوك “قاسم بدري” ويدعمن اتجاهات الرجل القهرية في التربية وعنف السلوك.
وفي الدلنج حيث يتفشى العنف أكثر ..عنف المعارضة المسلحة في مواجهة المجتمع المدني وعنف المعارضة داخل الجامعة التي اعتبرت حادثة مقتل طالبة بفوهة بندقية خطيبها ثم انتحاره على طريقة سيموني في رواية (خصوبة النهر) للكاتبة الايرلندية مليسا.. سبباً مقنعاً لقيادة حملة عنف تطال المرأة والجامعة .. والمرأة ضحية لضحايا العنف أنفسهم ومقهورة بسلاح المقهورين نفسياً. وإذا كان بالسودان اتحاد مرأة ينظر إلى أعلى لتصدى بالتهنئة للمرأة السعودية وأمسك بيدها .. وزغردت رئيسة اتحاد نسائنا إعجاباً بالأمير “محمد بن سلمان” الذي يقود التغيير الحقيقي في المملكة العربية السعودية ..ولخرج بيان أيضاً يندد بسلوك “قاسم بدري” العنيف مع طالبات الاتحاد لكن اتحاد المرأة في السودان لا يمكن الوصول إليه ولا يعرف مقره.. ولا عنوانه.. ولا حتى للاتحاد لسان ينطق به إلا في حالات خدمة الرجل أكثر من قضايا النساء.
ليت الأخت “زينب أحمد الطيب” أمينة المرأة في المؤتمر الوطني، أنابت عن المرأة السودانية وأبرقت “محمد بن سلمان” بالتهنئة والمرأة السعودية بحثها بالمضي قدماً في انتزاع حقوقها لأن في ترسيخ حقوق أمهاتنا بناتنا وكشف وجه الإسلام الحقيقي المعتدل المناصر لقضايا المرأة خدمة لهذا الدين وقد طالته الشوائب والخرافات والبدع .. والآن تنقي السعودية ثوب الإسلام مما علق به من رجعيات.