عز الكلام
بلادي وإن جارت علىَّ عزيزة!
ام وضاح
لا اذكر أنني قد شاهدت في العشر سنوات الأخيرة، أو لنقل العشرين سنة الماضية، سودانياً أياً كان منصبه أو موقعه أو مهنته مطرباً أو رياضياً أو سياسياً، قد تمت استضافته على واحدة من القنوات المصرية لمدة عشر دقائق فقط، وقد ظل الإعلام المصري يمارس سياسة التجاهل لكل رموزنا من الذين استقروا في القاهرة سنوات عديدة، أو الذين يزورونها بين الحين والآخر، والتجاهل ليس وليد صدفة أو سهوأ أو نسيان، لكنه تجاهل مقصود ومخطط له أهدافه معروفة ومراميه واضحة، رغم أن الفضائيات المصرية تفرد مساحاتها لأنصاف المواهب من المغنيات والمغنين من دول أخرى، وتهدر بثها بناس “هيفاء وهبي” والراقصة الصربية “صافنار”، والقامة “محمد وردي”، الذي سرق أغنياته “محمد منير” لم تتم استضافته ولو على الماشي، طوال إقامته في القاهرة !! المهم وعلى غير العادة شاهدت فجأة أمس سودانياً بشحمه ولحمه يطل من خلال شاشة مصرية، (طوالي قلبي أكلني) وتأكد لي أن الحكاية فيها (إن) وإن خطيرة كمان، حيث استضافت قناة (دريم) ومن خلال برنامج كلام تاني مش سوداني واحد ولكن سودانيين حتة واحدة لما يقارب التلاتة ساعات لكن عندما أفصح واكشف لكم عن اسم الضيوف ستزول علامات التعجب والدهشة وستدرك لما حدث هذا التحول المفاجئ والضيف الأول كان هو “الحاج وراق” المعارض السوداني المقيم بالقاهرة، ومعه شخص آخر اسمه “فارس أو فائز” لا أدري وكلاهما لم يكن فائزاً ولا فارساً في البرنامج الذي تنازلا فيه عن سودانيتهما ووطنيتهما، وانساقا وراء الأكاذيب والترهات، ولم يستطع “الحاج وراق” بعد كل هذا العُمر أن يدرك أو يعي كيف يفرق بين (الوطن والوطني)، لكن يبدو أن الرجل الذي ما عادت له مساحات من الأمل بعد انهيار مشاريعه الواحد تلو الآخر، وأجراس الحرية قضت نحبها بعد انفصال الجنوب ولحق بها مشروع (حق) الذي كان يؤمل عليه في تغيير ما هو إلا مجرد وهم موجود في رأسه وطوال الحلقة التي استضيف فيها لتكتيك معين في وقت الإعلام المصري يوجه فيه الإساءات البالغة للشعب السوداني وحكومته، وحتى تكتمل الصورة كان لابد من استضافة ضيف بمواصفات خاصة ليؤدي دوراً مرسوماً بعناية فوجدوا ضالتهم في “الحاج وراق” ورفيقه، اللذان قالا ما يريده الإعلام المصري أن يُقال على لسان سودانيين، لأنه بكده الموضوع يفرق كتير، والرجل قال إن السودان يجهز ويجند الإرهابيين للهجوم على مصر، وإن السودان يمثل خطراً على الأمن المصري، وضرب مثلاً بشقة اركويت، وقال إن السودان يفتح أراضيه للإرهابيين، وإن ذلك الحادث يؤكد احتواء السودان لهم، وجارى المذيعة (السجمانة) في حديثها عن أن السودان باع جزيرة سواكن لتركيا، والما بخجلوا الاتتين يعلمون أن السودان لم ولن يبيع (سواكن)، كما فعل النظام المصري الذي باع (تيران وصنافير) رغما عن أنف القضاء والرأي العام والشارع المصري، والواجعني أن “الحاج وراق” ورفيقه التزما الصمت تجاه المداخلات الهاتفية المستفزة، التي تسيء لوطنهما وشعبهما والرجل مُصر على تقديم المعلومات المضللة والكاذبة التي تدق أسفيناً في العلاقات بين البلدين، بل وتهدد الدولة السودانية، وهو بهذا أكثر إرهاباً من الإرهابيين الذين يدعي أن السودان يحتضنهم ويهدد بهم الأراضي المصرية.
لذلك أقول بصدق إن الرجل قد دفع للأسف هو ومن معه فاتورة إقامته في مصر، من رصيد صدقه ووطنيته وشرفه، ولا أدري كيف سينظر لوجهه في المراية بعد هذه الحلقة التي جيء به إليها ليلعب دور (البطل) فأدى دور (الخائن) بامتياز.
كلمة عزيزة
تدخل قبل أسابيع السيد الرئيس في موضوع تدهور الجنيه السوداني، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأمس الأول اجتمع بالقطاع الصحي، ممثلاً في وزير الصحة، لإيجاد حلول لمسألة ارتفاع أسعار الدواء، حيث وجه بتوفيره خاصة ماهو منقذ للحياة.
طيب إذا كان الرئيس يتدخل في صميم مهام هؤلاء الوزراء آمال هم وطواقمهم وأجهزتهم شغالين شنو؟
كلمة اعز
غداً أحدثكم عن دعوة السيد السفير السعودي “علي جعفر” لنا بداره العامرة وهي دعوة خارج إطار الرسميات والبروتوكول قصد منها السفير أن تكون دعوة للإخاء والمحبة.