رأي

عز الكلام

“محمد حاتم”.. عطش الجزيرة وشجرة الصندل!!
ام وضاح
الذي كنت أتوقعه وأتخيله بعد تعيين الأستاذ “محمد حاتم” نائباً لوالي الخرطوم، هذا المنصب المهم الذي ظل شاغراً لفترة طويلة في عهد الوالي السابق “عبد الرحمن الخضر”.. الذي كنت أتوقعه أن استحداث المنصب جاء لدواعٍ مهمة وإستراتيجية لما للخرطوم الولاية والعاصمة من أهمية وإستراتيجية فرضتها عوامل كثيرة جعلت من الخرطوم نقطة تلاقٍ لكل السودان، ولما للخرطوم من قضايا عاجلة وشائكة ومتشعبة فرضت وجوباً أن يكون هناك نائب للوالي حتى يكون ذراعه اليمنى متحملاً عنه ومعه عبء ملفات عديدة قد لا ينجزها الوالي بالسرعة والدقة المطلوبتين.. ولأن الخرطوم ولاية لا تنام كان لابد من وجود والٍ لا ينام، وطبع البشر لا يحتمل هذه الفرضية، فتوقعت أن يشغل “محمد حاتم” المنصب عندما يتملك السهر الجنرال “عبد الرحيم”.. لكن للأسف ما حدث غير ما توقعت تماماً والأستاذ “محمد حاتم” منذ أن تولى المنصب لم يشكل ما كان متوقعاً منه حراكاً وفعالية وديناميكية.. ويؤسفني أن أقول إن الرجل اخترع كذبة وصدقها وأعني مشروع الـ(مائة يوم)، (زيرو عطش.. زيرو حفر وزيرو ما بعرف شنو)، وهو اختراع هلامي ليس له من معطيات على أرض الواقع، لأنه الحاجة الوحيدة التي يستطيع أن يتلمسها المواطن ويشعر بها بعيداً عن التقارير المضللة والأحاديث المرسلة التي لا علاقة لها بالواقع.. ولحد أمبارح القريبة دي ما زال الأخ “محمد حاتم” يكابر، حيث إنه قام بجولة في الريف الغربي لتفقد المشروع وهو بذلك يشغل نفسه ويضيّع زمنه في تحصيل حاصل والملفات المهمة في الخرطوم بالكوم والردوم على رأسها ملف المواصلات، المعيشة والأسواق والأسعار، والملف الأهم متابعة ومراقبة حراك الوزارات والوزراء وفعالية المحليات والمعتمدين بغية تجويد الأداء في محاولة لتحريضهم وتحفيزهم على أداء مهامهم على أكمل وجه.
لكن، للأسف، نائب الوالي يعرض خارج الزفة ولا أدري لذلك سبباً أو مبرراً، ليُطرح السؤال المهم: هل اكتفى “محمد حاتم” بحمل لقب نائب الوالي فقط ليتحرك في مساحة ضيقة محدودة التأثير والأثر ليكون نائب فاعل مبنياً للمجهول؟ أم أن الوالي أصلاً محجم ملفاته وما مديه فرصة للحركة طولاً أو عرضاً؟ وعندها من حقي أن أسأل: طيب وقت الوالي مسؤول ومتابع لكل الملفات لزمته شنو يكون في منصب نائب والي؟؟
{ كلمة عزيزة
بأي منطق تُدبج قصائد المدح في الوالي “محمد طاهر أيلا” والعطش يهدد مشروع الجزيرة الذي هو أهم وأقيم ما في ولايته؟ وحتى لو كانت المسؤولية اتحادية أو قومية، فإن سعي حكومته في حلها بشكل جدي كان يمكن أن يعدّ إنجازاً حقيقياً لـ”أيلا” باعتبار أن مشروع الجزيرة ليس مشروعاً زراعياً اقتصادياً فحسب، ولكنه إرث قومي وتاريخي يجب العض عليه بالنواجذ.
{ كلمة أعز
أنا متأكدة لو أن حادثة سرقة شجرة الصندل التي تمت بالمتحف القومي كانت قد جرت تفاصيلها في أي بلد يحترم تاريخه لما تم التعامل معها على أنها مجرد حادثة سرقة عادية، لأن المسروق ليس تلفزيوناً ولا قطعة أرض، ولا حتى تم التغول على ميدان كرة أو أرض زراعية، هذه سرقة تاريخ وحضارة لا تقدر بمال أو ثمن، وخيانة عظمى للأمانة وللبلد بحاله، لذلك يجب أن يتحمل المسؤولون عن المتحف المسؤولية كاملة لأنها جريمة مع سبق الإصرار والترصد.. كمان جابت ليها سرقة شجر!! الله يستر على النيل أن نصحو ذات صباح ونجده قد بارح مكانه، وأنا أعييييييييط.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية