"موسى هلال".. حكاية زعيم قبلي ورث الزعامة والمال
هل تنتهي أسطورته بأحداث (مستريحة)؟
الخرطوم ـ سيف جامع
“موسى هلال عبد الله” وريث زعامة المحاميد، أحد أهم بطون قبيلة الرزيقات بدارفور، يعتبر والده أحد قيادات الأنصار بالمنطقة وبعد وفاته آلت إليه قيادة القبيلة، ومع (الكارزيما) الكبيرة التي يمتلكها إلى جانب المال، تمكن (هلال) الابن من ضم شمل أهله من وادي (مستريحة) إلى (سَرَف عُمْرَة) بشمال دارفور، وولايات دارفور عامة، قبل أن يلمع اسمه اندلع التمرد بدارفور إذ قاد “موسى هلال” حرباً ضروساً ضد المتمردين، الأمر الذي أدى إلى ذيوع صيته وشهرته محلياً وعالمياً، وقد كان ساعداً للحكومة في تطهير الإقليم من التمرد، تحت منظومة حرس الحدود التي تتبع لإمرة القوات المسلحة.
شراكة اجتماعية بين “هلال” و”ديبي”..
في شهر يناير 2012م انشغل الرأي العام بزواج الرئيس التشادي “إدريس ديبي” من كريمة “موسى هلال” (أماني) وشهد رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” مراسم عقد القران الذي تم بواسطة أحد شيوخ الطريقة التيجانية، الذي قدم من الجزائر لإبرام العقد، حيث كان “البشير” وكيلاً للعروس، وتمت المراسم في فندق (السلام روتانا) أحد أفخم فنادق العاصمة الخرطوم، بحضور نخب المجتمع وقيادات الدولة.
تمرد “هلال”..
في أغسطس من عام 2013م أعلن نجل زعيم المحاميد “حبيب موسى هلال” تمرد والده على الحكومة بقوة عسكرية كبيرة، وفي 2014م وصلت الخلافات إلى مرحلة متقدمة بينه وحكومة المركز، التي كان مشاركاً فيها بصفته مستشاراً بديوان الحُكم اللامركزي ونائباً في البرلمان القومي، الأمر الذي دفع بالحكومة لإرسال وفد إليه في (الجنبية) برئاسة مساعد الرئيس نائب رئيس المؤتمر الوطني حينها، البروفيسور “إبراهيم غندور” وأجرى معه لقاءات وتفاهمات، لكن “موسى هلال” أكد أنها مجرد وعود لم تنفذ، وظل معتكفاً في معقله ببادية (مستريحة) بشمال دارفور، وأعلن هلال عن تشكيل مجلس الصحوة الثوري كجسم سياسي، لكنه لم يعلن استقالته من حزب المؤتمر الوطني.
وفي العام 2015م أنهى “هلال” قطيعة استمرت لحوالي عامين بعودته إلى الخرطوم للمشاركة في تنصيب الرئيس “البشير” المنتخب لدورة رئاسية جديدة. وكان “هلال” قد اعتكف ما يقارب العامين بدارفور، حينما غادر الخرطوم مغاضباً في رمضان 2013م.
عن حياته..
يقول المقربون من “موسى هلال” إن الرجل عرف بتمسكه برأيه وعناده واعتزازه بنفسه، بجانب لينه وحبه للخير، بالرغم من صورته التي تبدو عليها الصرامة والقسوة، وفي منزله الذي يقع في منطقة شرق النيل بالخرطوم، يعتبر مأوى لأبناء أهله من الطلاب وطالبي العلاج، ويعيش أبناؤه حياة هادئة رغم زخم السياسة الذي يحيط بوالدهم المثير للجدل، حيث يتبع نجله الأكبر (حبيب) لقوات حرس الحدود برتبة نقيب، و”عبد الباسط” معاوناً لوالده في إدارة شؤون الإدارة الأهلية، أما “محمد” فيتولى بعض الأنشطة التجارية لوالده، وليس لديه أية اهتمامات سياسية.