شمال دارفور.. يوم عصيب بعد وقوع الأحداث
إرهاصات ما قبل المعركة
تقرير – محمد زكريا
عاشت ولاية شمال دارفور ومنطقة “مستريحة” على وجه الخصوص أول أمس (الأحد) يوماً مليئاً بالأحداث، وهي تستقبل أنباء عن مواجهة دامية لأنه لم يكن متوقعاً حدوث أية معارك بين قوات “هلال” وقوات الدعم السريع من واقع مبادرات المصالحة التي دخلت على الخط، سيما أن وفوداً من الإدارات الأهلية بدأت بالفعل في تجاوز موقف “موسى هلال” الرافض لتسليم السلاح وتأهب قوات الدعم السريع لتنفيذ حملات مداهمة.
من إرهاصات عدم وجود أي اتجاه للمواجهة ما قاله القائد المعروف بـ”السافنا” عند إلقاء القبض عليه، إن “موسى هلال” موجود في باديته ويمارس حياته الطبيعية في منطقة “قوز المحلب” التي حط رحاله فيها وهي قريبة من محلية كتم ومن مقر قوات الدعم السريع.
وتشير المصادر إلى أن اتخاذ “هلال” لهذه المنطقة أمر طبيعي ولا علاقة له بمغادرة موقعه الأصلي في “مستريحة”، حيث إن العرب يقومون بالترحال كل فترة، مع الاحتفاظ بمعقل قواته هناك.
وفي غضون ذلك أعلن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع العقيد “عبد الرحمن الجعلي” اعتقال رئيس مجلس الصحوة الثوري “موسى هلال عبد الله” في معقله، وحدة “مستريحة” الإدارية التابعة لمحلية الواحة بولاية شمال دارفور، بعد اشتباكات عنيفة وقعت بالمنطقة بين مجموعات موالية له وقوة من الدعم السريع راح ضحيتها عدد من القتلي وخلفت جرحى.
ونقلت السلطات الأمنية بالفاشر “هلال” من معقله عبر مروحية عسكرية هبطت صباح أمس (الاثنين) بمطار المدينة، وبرفقته عدد من الجرحى، ونُقل الرجل عقب وصوله مدينة الفاشر مباشرة إلى الخرطوم عبر طائرة خاصة وسط إجراءات أمنية مشددة.
ونقلت مصادر متطابقة أن الاشتباكات التي وقعت أمس الأول ببادية “مستريحة” الواقعة بالقرب من مدينة كبكابية بولاية شمال دارفور أدت إلى سقوط ما لا يقل عن (15) مدنياً ما بين قتيل وجريح إلى جانب العسكريين، وذكرت المصادر أن قيادة الدولة قد وجهت الجهات الأمنية بعدم معاملة “هلال” كأسير ووضعه وأسرته تحت الإقامة الجبرية بمنزله بحي “أركويت” بالعاصمة الاتحادية الخرطوم.
وكانت قوات الدعم السريع قد قبضت على “هارون مديخير” الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري الذي يتزعمه “هلال” في منطقة وادي باري متوجهاً إلى دولة تشاد، كما أعلنت أنها قد احتسبت في الاشتباكات التي وقعت بالمنطقة العميد “عبد الرحيم جمعة دقلو” أحد قادة قوات الدعم السريع الذي شيع إلى مثواه الأخير ظهر أمس بالخرطوم إلى جانب تسعة من الشهداء، لكنها لم تعلن عن عدد قتلى الموالين لـ”هلال”.
يذكر أن “هلال” كان قد اتخذ مواقف معارضة للحكومة، خاصة فيما يتعلق بحملة جمع السلاح بدارفور، حيث أعلن مؤخراً رفضه القاطع لتلك الحملة وألحق ذلك بتصريحات متتالية نقلتها وسائط التواصل الاجتماعي.