شارع الشنقيطي أطول شوارع أم درمان!
في ختام المباحثات بين السودان وموريتانيا وبعد تلاوة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين وزراء البلدين تحدَّث الرئيس “عمر البشير”، عن زيارة الرئيس الموريتاني “محمد ولد عبد العزيز” إلى السودان، معبِّراً عن شكره لتلك الزيارة والتي تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
الرئيس ببساطته وعفويته لم ينس تاريخ
الشناقيط في السودان والارتباط الوثيق بينهم، حيث كان السودان معبراً لبني شنقيط ودول غرب أفر يقيا إليه، مما كان لهم الأثر الأكبر على أهل السودان في مجال العلوم الدينية، خاصة المذهب المالكي الذي يعتنقه أهل موريتانيا، ومن خلالهم أصبح مذهب أهل السودان، إضافة إلى القراءات القرآنية مثل قراءات “حفص” التي دخلت السودان بعد الحكم التركي، بينما كانت القراءات وقتها لـ”الدُوري” و”ورش”.
الرئيس تحدَّث عن الأسر السودانية التي ارتبطت بالشناقيط، وقال إن أول رئيس للبرلمان السوداني كان “محمد صالح الشنقيطي” وهو موريتاني، وهذا يدل على الارتباط الروحي والوجداني بين البلدين، ولم ينس السيد الرئيس شارع الشنقيطي، فقال إن أطول شارع في أم درمان الآن هو شارع الشنقيطي الذي ارتبط بأهلنا الشناقيط، ما يؤكد على تأثير الشناقيط على السودان وأهله، ويدل هذا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. وذكر السيد الرئيس أنه ولأول مرة يزور موريتانيا فقال: لقد نظرت من شباك الطائرة فلاحظت امرأة ضمن الوفد الذي سيستقبلنا تلبس الثوب السوداني، فقلت هل في استقبالنا امرأة سودانية، ولكن لما نزلنا وجدتها امرأة موريتانية، وهذا يدل، أيضاً، على أن الشعبين تربطهما المصالح المشترك، بل معظم العادات والتقاليد متشابهة بينهما، وطلب السيد الرئيس أن تدفع اللجنة الوزارية المشتركة رجال الأعمال للتبادل التجاري بينهما وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص للاستكشاف لمجالات أخرى والتعاون من خلالها الارتقاء إلى مجالات أرحب بينهما.
وتحدَّث الرئيس الموريتاني
“محمد ولد عبد العزيز”،
وهو تغمره السعادة والتي عبَّر عنها بالشكر الجزيل للسيد الرئيس ولحكومة وشعب السودان وللحفاوة التي قوبل بها ولكرم الضيافة، وذكر أنه زار مصنع الطائرات السوداني بـ”جياد” وعبَّر عن سعادته أن يكون مثل هذا المصنع في دولة عربية مثل السودان، وقال: نحن نشجِّع القائمين على أمره بالاستمرار وبذل المزيد من الجهد للتعاون المشترك بين البلدين.
كان من المتوقع أن يكون المؤتمر الصحفي للرئيسين مفتوح للصحفيين والإعلاميين لتقديم الأسئلة للرئيسين، ولكن اختصر على التصوير وتلقي الإفادات من الرئيسين حول ما تم في المباحثات بينهما، الترتيب للقاء كان جيَّداً فقد لعب القائمون على أمره دوراً كبيراً فقد أتقنوه بصورة ممتازة، وكان الجانب الموريتاني يصطف في الجهة الجنوبية، بينما كان الجانب السوداني في الجانب الشمالي، ولكن الملاحظ للوفدين أن السحنات مشتركة ولا تستطيع أن تفرِّق بينهم إلا إذا تحدَّث أحدهم رغم أن الكل يتحدَّث العربية.
كان من بين الحضور من الجانب السوداني في مؤتمر الرئيسين البروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية والدكتور “فضل عبدالله فضل” وزير رئاسة الجمهورية، والدكتور “أحمد بابكر نهار” وزير العمل الذي شارك في توقيع أكثر من اتفاقية بين البلدين، والدكتور “حسن هلال” وزير البيئة والذي وقع أيضاً مع الجانب الموريتاني اتفاقية تقنية الإسكان والإعمار، والدكتور “معتز موسى” وزير الموارد المائية والمياه الذي وقَّع مذكرة تفاهم في مجال المياه والصرف الصحي، والدكتورة “تهاني عبدالله” وزيرة الاتصالات، والدكتور “إدريس سليمان” وزير التعاون الدولي الذي وقَّع أكثر من اتفاقية مع الجانب الموريتاني، والأستاذ “حاتم بخيت” وزير الدولة مدير مكاتب رئيس الجمهورية، وشارك بالحضور عدد من السفراء بوزارة الخارجية السودانية..وكان الأستاذ “عبدالله جاد الله” مدير إدارة الإعلام برئاسة الجمهورية حلقة الوصل بينه والإخوة الإعلاميين.