كل شيء تفتقده محلية كرري!
لا تَقِل محلية كرري أهمية من كل محليات الولاية، سواء أم درمان الكبرى أو الخرطوم أو بحري، وعلى الرغم من أنها من المحليات ذات الموارد العالية، ولكنها تفتقر إلى الاهتمام من معتمدها، فمن حيث النظافة فإنها من المحليات الأكثر نفايات، وإذا نظرنا إلى منظر الطرقات نلاحظ أن النفايات قد ملأت الأرصفة، إضافة إلى النفايات على طول الشوارع الرئيسة سواءً بشوارع الوادي أو النص أو الشنقيطي، فكلها شوارع مليئة بالنفايات المبعثرة هنا وهناك، وحتى عربات النفايات غير منتظمة في الأيام المحدَّدة، ولم أشاهد أياً منها خلال شهر أو أكثر، فمعظم السكان إما أن يحرقوا النفايات أمام منازلهم أو حملها بعربات الكارو أو بعرباتهم الخاصة، لأن أطفال الشوارع والقطط والكلاب الضالة تعبث بها ما شوَّه صورة الأحياء الداخلية، أما الخارجية فقد لوَّثت النفايات البصر الإنساني، فأينما حللت، واجهتك النفايات، فمحلية كرري تعد من المحليات الأقل همة سواءً من معتمدها أو أي مسؤول فيها، وكأنما الأمر لا يعنيهم، ألم يبقر السيد المعتمد من همة معتمد الخرطوم الفريق “أبو شنب” الذي لا يجلس لحظة في مكتبه، فهو شعلة من النشاط والاهتمام بمحليته، فجعلها تشبه محليات العواصم العربية من حيث الترتيب والتنظيم والمتابعة اليومية، بل أحياناً يسافر من أجل الحصول على المال الذي يُقدِّم به عملاً يساعد في جمال وبهاء المحلية، والفريق “أبو شنب” ابتدع الحي الأنموذج، وأظن أن معتمد كرري لم يسمع بهذا الاسم أصلاً، فكل الأحياء تفتقر إلى النظام والانضباط، ولم نجد حيَّاً واحداً في محلية كرري يشرِّف المنطقة، فمعظم الأحياء مليئة بالنفايات والشوارع المكسَّرة والمياه المتدفِّقة، فلم يكلف نفسه يوماً واحداً للمرور على أي حي منها للمساهمة في جعل واحد من تلك الأحياء أنموذجي، أما الإضاءة فمعظم الشوارع الرئيسة أعمدة الكهرباء المضيئة فيها قليلة، وهم ثلاثة شوارع، فهل يعجز في إنارتها ولو عن طريق المساهمة الشعبية؟ ونحن نعلم أن المواطنين إذا أحسُّوا أن هناك عملاً ظاهراً فيمكنهم أن يدفعوا أي مبلغ مالي يطلب منهم، لذا لابد لمعتمد كرري أن يفيق من سباته وأن يتفقَّد محليته ليل نهار، وأن يعمل على توفير الخدمات الضرورية خاصة الكهرباء التي تقطع دون أسباب أو المياه التي يقل تدفُّقها أو النفايات التي يصعب على المواطن إيجادها. إن محلية كرري تحتاج إلى معتمد مُتحرِّك وهي ليست من المحليات التي يصعب إدارتها، ففيها تخطيط ممتاز وبها سكان مقتدرين إذا طلب منهم لبن الطير لأتوا به إليه، ولكن كيف يتحرَّك السيد المعتمد لحلحلة تلك المشاكل التي اعتقد أنها بسيطة وليست صعبة، فإذا تَحرَّك السيد المعتمد في الأسبوع ثلاثة أيام، يمكن خلال شهر أن ينجز الكثير في إزالة الأنقاض من الشوارع مع تسوية الشوارع الداخلية والميادين العامة والنظر في أمر المدارس الحكومية التي تحتاج إلى الكثير في بنيتها التحتية، ولا ننسى افتقار بعض المدارس إلى الحمَّامات الصحية التي تضمن حياة التلاميذ والأساتذة حتى لا نفقد مُعلِّمة بسبب انهيار أيِّ من تلك الحمَّامات، كما حدث لمُعلِّمة مدرسة الحارة الـ(13) التي راحت ضحية الحمَّامات البلدية. فالمحلية محتاجة إلى نفرة كبيرة يا السيد المعتمد، فلابد أن تُشرِك الجميع من أجل محلية نظيفة.