رأي

عز الكلام

لا يحدث إلا عندنا!!
ام وضاح
أظن أن كثيرين يتفقون معي أننا كمجتمع، بحاجة لمراجعة كثير من الأدبيات والقيم، التي أصابها زلزال خلخل مفاصلها وجعلها تتأرجح كما القشة في مهب الريح، وهي أن بدت لدى البعض صغيرة ومتفرقة وغير ذات أهمية، إلا أن محصلتها الجمعية تؤثر على مجمل الحياة الاجتماعية وتجعلها مفككة خالية من الأدب والاحترام والأخلاق، وهذا ينعكس على منتوجنا الفني والأدبي وحتى طريقة التعاطي لدى السياسيين والاقتصاديين ومجمل الفئات المجبورة على التعامل مع المواطن في خدماته واحتياجاته، وخلوني اضرب مثل على ذلك بعدم  الاحترام واللامبالاة التي أصبحت سمة  ملاحظة ما بين الطلاب والمعلمين في مدارسهم والإحساس ما عاد كما ذاك الإحساس، الذي كنا نكنه لمعلمينا من تقدير وقداسة وهيبة فانعكس ذلك على لغة الخطاب بينهما، وعادي ممكن الطالب يدخل في مشادة مع أستاذه وكان سخنت يجيب ولي أمره الذي ينحاز إلى ابنه ويخلي المعلم قدر السمسمة، حاجة الاحظها في كثير من المؤسسات والموظفين يتعاملون مع مديريهم ومرؤوسيهم بلغة .. يا عمك.. لتختفي تراتبية الوظيفة وما تفرضه من ألقاب ومُسميات اقلها أن يقول الشخص لمرؤوسه يا أستاذ فلان، ليس خوفاً ولا “كسير تلج” بدلا من عقدة ملاحقة الكتوف واقول ليه.. ليه هو افهم واللا أحسن مني في شنو؟ خليكم من ده كله إذ إن كثيراً من البيوت يشتكي أربابها من اللغة غير المؤدبة في خطاب أبنائهم الخلوا البساط أحمدي، وحضرتك ويا فندم هذه لا نسمعها إلا في متابعة المسلسلات العربية، لكن كل أكوام الفلتان كوم والفيلم الخطير الذي نشاهده على صفحات بعض الجرائد هذه الأيام كوم تاني، وكأنه ليس هناك من متابع أو راصد يوقف هذه الفوضى عند حدها، والموضوع يا سادة أنه منذ رفع الحظر الاقتصادي عن بلادنا ينط كل يوم واحد قاشر بي جلابيته وعمته ومركوبه الفاشري متوهطا صفحة إعلان كاملة وبنفس الحجم صورة للسيد الرئيس مهنئاً ومباركاً دون أن يغفل كتابة اسم شركته بالعنوان العريض وعنوانها، على طريقة اليهودي الذي توفي والده فكتب نعياً له، ولم يفوت فرصة الإعلان أبو قروش، وأعلن أيضا عن وظيفته في تصليح الساعات!! والفوضى بلغت حدها أن يعلن أحدهم من داخل سجنه مهنئاً الرئيس وواضعاً صورته جنباً إلى جنبه بالألوان، ودون أن نفتي أو نجزم بإدانة الرجل أو براءته إلا أن ما فعله “آدم سوداكال” يجسد حقيقة الفوضى التي نعيشها، وكأن أي واحد بفلوسه يسوي الدايره ويحقق أغراضه وأهدافه المعلن عنها والخفي، فأين مكتب السيد الرئيس من هذه الفوضى التي جعلت بعضهم وبذكاء يحسد عليه (يمشي) أموره بتهنئة الرئاسة وإلصاق صورته مع الرئيس، كأنه تربطه به علاقة وثيقة هي كفيلة بفتح الأبواب المغلقة التي يقف فيها الكبكابة أو الذين تنطلي عليهم مثل هذه الحيل.
فيا جماعة الخير كفاية علينا الإعلانات التلفزيونية مدفوعة القيمة التي تروج لسلع غير  ذات فائدة مستغلة إيمان وقناعة المشاهد بالشاشة ليقوم بعضهم بالإعلان لنفسه وواقف جنب الرئيس شخصياً كما فعل أحدهم ما عارفه شغال شنو بالضبط مقابل قيمة صفحة داخلية  ملونة، عارف إنه صداها حيفتح ليه الدريبات التي تعوضه ما دفعه أضعاف أضعاف، فيا ناس الرئاسة وقفوا هذه الفوضى التي لا تحدث إلا عندنا بهذا الشكل المضحك المستفز.
كلمة عزبزة
لو كنت مكان والي الخرطوم لأقلت وزير التربية عن منصبه فوراً، لأن المسؤول الذي يتهرب من مواجهة قضاياه ومسؤولياته لا يستحق أن يجلس في الكرسي الذي كلف به، وأمس الأول تهرب الوزير من مداخلة على الهواء مباشرة لبرنامج حال البلد بسودانية ٢٤مع اتحاد أصحاب المدارس الخاصة الذين أعمل فيهم الوزير أساليب الجباية والأتاوات التي قصمت ظهورهم، وكمان يقف أمام زيادة الرسوم وكأن أصحاب المدارس يجلسون على كنز من الذهب.
كلمة أعز
السيد وزير الاستثمار طالب بتوفير الحماية من الابتزاز، كلام  حلو.. طيب ما تورينا المبتزين منو يا سعادتك؟؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية