ولنا رأي

خيرات اتحاد الصحفيين لغير الصحفيين!

منذ أن قام الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بدوره ومهامه تجاه منسوبيه، إلا أن الجهد الذي يقوم به لم ينتفع به الإخوة الصحفيين الحقيقيين، بمعنى أن الخدمات التي يناضل من أجلها الاتحاد لتكون من أجل العاملين في الحقل يستأثر بها غير الصحفيين المكتوين بنار المهنة، فبطاقة اتحاد الصحفيين لم تمنح للعاملين داخل الصحف الذين يسهرون الليالي بحثاً عن الخبر وعن الحوار وملاحقة التقارير والمؤتمرات الصحفية والسهر إلى آخر الليل، ومن ثم يذهب الصحفي إلى بيته، إما كداري أو انتظار عربة الترحيل التي يمكن أن توصله إلى البيت، وإما أن توصله إلى أقرب مواصلات يتم الباقي بطريقته، كل الاتحادات المهنية أنشئت لخدمة منسوبيها وليس خدمة الآخرين، فالصحفيون العاملون في الحقل يعدون على أصابع اليد، ولكن عندما يناضل الاتحاد من أجل القاعدة الحقيقية نجد أن هناك أسماء لم نقرأ لها ولم نسمع عنها، ولكن تحمل بطاقة الصحفي وعندما يعلن الاتحاد عن خدمات يطلب من قاعدته للاستفادة منها نجد قلة من الصحفيين الحقيقيين والمكتوين بنارها خارج الاستفادة، ففي فترة الدكتور “محي الدين تيتاوي” رئيس الاتحاد العام للصحفيين السابق قدَّم الاتحاد في عهده الكثير من الخدمات للإخوة الصحفيين، ولكن من المستفيد من تلك الخدمة هم ضباط العلاقات العامة بالوزارات المختلفة والمؤسسات الأخرى الذين يتمتعون بخيرات المكان الذي يعملون فيه ثم يأتون من خلال البطاقة التي يحملونها باسم الصحفيين لينالوا الخدمة التي سعى الاتحاد من أجل العاملين في الصحف أصلاً وليس العاملين في مكاتب الوزارات أو المؤسسات الأخرى، فالخدمة يفترض أن تكون لأولئك العاملين وليس لغيرهم، لأن الصحفي لا يمكنه أن يذهب إلى وزارات الدفاع ولا وزارة المالية ولا غيرها من الوزارات الأخرى ليحصل على منزل أو سيارة، ولكن ضابط العلاقات العامة في وزارة المالية أو في وزارة الدفاع أو أي جهة أخرى هو يستمتع بالخدمة كغيره من العاملين في تلك المؤسسة، ولذلك على اتحاد الصحفيين إن أراد أن يخدم قاعدته التي تعمل في الصحف اليوم يجب أن تمنح الخدمة لهم من خلال صحفهم أو بطاقاتهم الصحفية، فالاتحاد السابق ناضل من أجل تقديم منازل للصحفيين، ولكن الذين حصلوا عليها قلة منهم، لأن المبالغ المالية التي يفترض تسديدها لا تتوفر أصلاً للعاملين في الصحف اليوم نظراً للمرتبات المتدنيِّة أو البسيطة، فليس في استطاعة صحفي أن يدفع مقدَّم بيت أو سيارة تقدَّر بمائة مليون، أو أكثر من ذلك، من أين له بالمبلغ وهو لا يتغاضى مرتباً مجزياً ليعيش منه، ناهيك أن يسدِّد منه مقدَّم بيت أو سيارة ومن ثم أقساط شهرية تفوق مرتبه عشرات المرات، وإلا أن يكون الصحفي مرتشي أو بائع قلمه حتى يتمكَّن من ذلك، اتحاد الصحفيين الذي على رأسه الأستاذ “الصادق الرزيقي” ناضل من أجل مكاسب للصحفيين ممثلة في سيارات مختلفة أقل سيارة يدفع مقدَّمها ثلاثة وثمانون ألف جنيه، وأعلاها مائة وأربعون ألف جنيه، وتراوحت الأقساط الشهرية ما بين الثلاثة ملايين والستة، فهل يستطيع رئيس قسم أو مدير تحرير أو حتى رئيس تحرير أن يدفع هذا المبلغ وهو لا يتغاضى إلا ملاليم من الجنيهات يأكلها أو يحصل بها على تلك الخدمات. إن الاتحاد سعى لراحة منسوبيه، ولكن حقيقة تلك المكاسب سوف يستفيد منها العاملون في المؤسسات الأخرى وليس الصحفيين، لأن مرتباتهم وامتيازاتهم تساعدهم على الحصول على الخدمة المقدَّمة أصلاً للعاملين داخل المؤسسات الصحفية، فالسيارات التي حصل عليها الاتحاد من أجل الصحفيين مبالغها لا تناسبهم فهي عالية جداً إذا قارنَّاها بالمرتبات الآن بالصحف، ولذلك سيستفيد من ذلك من هم خارج المؤسسات الصحفية فعلى الاتحاد أن تكون امتيازاته للعاملين داخل المؤسسات الصحفية وليس لضباط العلاقات العامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية