ربع مقال
“سونا”.. الوكالة العجوز..!!
خالد لقمان
.. لا أدري ما طبيعة الجهد الذي تضطلع به الآن وكالة السودان للأنباء – سونا ؟.. هل لا زالت تقوم بذات الدور الذي ظلت تقوم به منذ إنشائها قبل عشرات السنين؟.. هل لا زالت توزع مراسليها عند كل صباح ليذهبوا لمواقع الحركة التنفيذية المتوقعة للدولة؟.. مجلس الوزراء.. الوزارات.. المحليات.. المؤسسات.. الخ.. قبل هذه العشرات من السنين لم يكن الحال قد انقلب رأساً على عقب كما هو الآن.. حيث ثورة الميديا الإخبارية ثم ثورة الإعلام الجديد بوسائطه المختلفة وفوريته المدهشة.. في ذاك الزمان كانت سونا تجبر صحفيي الصحف السيارة (الكسالى الذين يلتقطون أخبارهم من حصادها اليومي).. علي ضرورة الإشارة لها كمصدر للخبر.. وبالفعل كان لذلك هيبة وقيمة عالية جداً.. إلا أن قطار الزمان قد تخطى هذه المحطات إلى أفق مدهش صار معه المرسل مستقبلاً.. والمستقبل مرسلاً.. ومن يجلس القرفصاء في خلاء الكلاكلة أصبح مع نسيم الليل العليل والسماء الصافية منتجاً للأفلام والصور المتحركة.. تغير نمط الوظيفة الإعلامية واختلف من وسيلة لأخرى بمثل ما اندمج الصوت مع الصورة محلقاً في فضاءات متسعة للشبكة الدولية للمعلومات.. فأين سونا من كل هذا؟.. ماذا يفعل أهل سونا داخل هذا المبنى الفخيم؟.. لا نطالب هنا بإطلاق رصاصة الرحمة على هذه الوكالة المكافحة العجوز.. ولكن نطالب بإنقاذها حتى لا تموت كما تموت العير وجسدها لا يخلو جزء منه من خبطة خبر أو تغطية تقرير.