المشهد السياسي
الحركة الشعبية (شمال) ومآلاتها
موسى يعقوب
الأحزاب المعارضة والممانعة وحاملة السلاح كلها ربما لم تفاجأ برفع الحظر والعقوبات على السودان، وقد لعبت عليه واستثمرته زمناً طويلاً، إلا أنها تعيد حساباتها الآن فيما يبدو، لأن رفع العقوبات بات حقيقة ووجد صدًى إيجابياً في الداخل والخارج معاً، وسيكون له مردوده الطيِّب والبلاد تعيد ترتيب أوضاعها وتوفيقها نزولاً على ذلك.
الحركة الشعبية (قطاع الشمال) وهي التي عانت ما عانت في السابق، أعادت ترتيب قياداتها وانتماءاتها المناطقية بين جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث وجدت في ذلك ما وجدت من قصور في تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها عبر السلام والسياسة والمفاوضات.
“عبد العزيز الحلو” وجماعته فرزوا معيشتهم مع السيِّدين “عقار” (رئيس الحركة) و”عرمان” (أمينها العام) وباعدوا بين جنوب كردفان – جبال النوبة والنيل الأزرق.
ويعني هذا مجتمعاً في نهاية المطاف أن الحركة الشعبية (قطاع الشمال) قد فقدت سيرتها السابقة نظاماً وقيادة وأهدافاً.. ففي السابق كان هدفها (تحرير السودان) LIBERATION SUDAN وأصبح اليوم بعد الانفصال بين “عبد العزيز الحلو” ورفاقه السابقين (عقار وعرمان).. تقرير المصير أو الانفصال (Separation).
وكما هو معلوم فالحركة الشعبية الأم صارت لدولتها في جنوب السودان علاقات تواصل ومصالح مع الحكومة وحزبها في جمهورية السودان.. وهذا يزيد من معاناة الحركة (قطاع الشمال) بفرعيها وقطبيها وهدفيها المتعارضين أي التوحيد وتقرير المصير.
“الحلو” وجماعته في مؤتمرهم الاستثنائي الأخير والأول أعلنوا حق تقرير المصير لجبال النوبة في أية حراك أو مفاوضات قادمة أو تفاهمات مع النظام الحاكم.
وهو القرار الذي جاء في غير زمانه، وقد ابتدر السودان في مجال التنمية والحريات وحقوق الإنسان منذ وقت طويل نظام الحكم اللامركزي بمجلس وزرائه ومجالسه التشريعية وولاته.. الخ.
وفي ذلك الوضع انتعشت منطقة جنوب كردفان (جبال النوبة) وصارت مقصداً وموئلاً للكثيرين وهي التي تعمر بمعارض للتسويق والسياحة والاستثمار.. وتنتظر الكثير بعد إعلان الإدارة الأمريكية (رفع العقوبات والحظر) عن جمهورية السودان.
أكثر من ذلك فإن قرار (تقرير المصير) أو الانفصال قد عانى منه من قبل الكثيرون ومنهم دولة جنوب السودان حيث الحركة الشعبية (الأم).. فهل يضع السيد “الحلو” ذلك الدرس في الذاكرة والبال؟ نرجو ذلك.