عز الكلام
واشترينا (الفنكوش!!
ام وضاح
في ظرف (48) ساعة حملت إلينا الأنباء الداخلية والخارجية خبرين (ضربة).. وضربتان كما نقول في الرأس توجع.. الخبر الأول تفاصيله أن معتمداً أسبق من قلب الحركة الإسلامية ومن صميم فؤاد المؤتمر الوطني قد فتح بلاغاً يشكو فيه محتالاً نصب عليه في مبلغ (2) مليار جنيه.. والرقم قد يكون بالنسبة لي وبالنسبة للقراء الكرام يهجم ويخلع، لكنه مقارنة مع ما نسمعه من ثروات وأملاك عند الكبار يعدّ مجرد (تعاريف) ما عندها وزن، لكن البصدم في القصة أن عملية النصب ليست في عمل تجاري ولا معاملة بنكية، النصب جاء بعد أن أوهم المتهم صاحبنا أنه يستطيع أن يضاعف له الـ(2) مليار بواسطة التنزيل، وهنا الكارثة وبيت القصيد، إذ إن هذا العمل الشيطاني المسمى تنزيلاً يتناقض مع قناعات وإيمانيات المسلم الموحد بالله والمتبع لسنّة رسوله الكريم، فما بالكم إن قام بالفعل أحد دعاة وحماة المشروع الحضاري الإسلامي الرافعين لشعار (هي لله)، الشعار الذي يبدو أنه كان غطاءً لمثل هذه الأفكار والممارسات الغريبة، وإلّا فسروا لي كيفن يعني رجل في مكانة المعتمد الأسبق يسلك هذا السلوك الذي يهدم قناعاتنا تجاه فكرة شكلت واقعاً طويلاً عايشناه ولا زالت تحاول أن ترسم خطى المستقبل!!
والخبر الثاني يصغر أمامه الأول، وأحد دبلوماسيي بعثتنا في الأمم المتحدة في الولايات المتحدة يتحرش بصبية، ليتحول الحادث إلى (بوليس كيس).. لكن الكارثة وين، الكارثة أن الحادثة ليست في مترو للأنفاق كحادثة تحرش سابقة، متذكرنها؟؟ الحادثة هذه المرة داخل بار (أيون)، والدبلوماسي الذي يمثل دولة المشروع الحضاري فقد عقله لدرجة أنه تحرش بشابة، وأول ما اتقبض أبرز هويته عشان يتخارج ويرمي بسمعتنا في الوحل والطين، والأخ برضو محسوب على شعار المشروع الحضاري و(هي لله)، ليسقط هؤلاء الأقنعة على ما يبدو عن كذبة كبيرة ظللنا نعيشها رغم أن كثيراً من الشواهد على أرض الواقع كان يفترض أن تجعل بصائرنا تشوف وبصيرتنا تشعر وتحس.
لينبري السؤال المهم: هل ضاعت كل السنوات الماضية في وهم و(غيبوبة) وغسيل دماغ خلانا في الطراوة ما جايبين خبر؟؟ هل ظللنا طوال ربع القرن الماضي نشتري في (الفنكوش) بثمن غالٍ؟؟ أم أننا اشترينا الترام ولم نصحُ إلا على فرملة قاطرة مثل هذه الأحداث المؤسفة التي يجب أن يجد أصحابها المحاسبة والمساءلة دون أن تمر مرور الكرام كما أحداث سابقة مفضوحة ومستفزة (دُمدمت) ودُفنت بليل!!
في كل الأحوال، مثلي مثل غيري من ملايين السودانيين ننتظر توضيحاً من الخارجية السودانية على هذه الفضيحة ومحاسبة عاجلة لمرتكبها حتى يرعوي من تحدثه نفسه باللعب بسمعة السودان وتلويث ثوب الدبلوماسية الذي طرزه عمالقة وأفذاذ يهزوا ويرزوا، تحكروا في أروقة الخارجية بعلمهم وثقافتهم ولغاتهم وأدبهم مش بـ(شنطة تمكنّا)؟
{ كلمة عزيزة
استغربت جداً لحديث معتمد أم درمان الأسبق للزميلة (السوداني) الذي قال فيه إنه سيقوم بتسوية مع الشخص الذي احتال عليه، وما عارفة تسوية شنو وهو متضرر من ضياع أمواله لدرجة فتحه لبلاغ في أضابير الشرطة.. أما الجزء الأصيل في الموضوع أنه لماذا لم يفصح عن السبب الحقيقي الذي بموجبه أعطى المتهم هذا المبلغ الكبير؟! من حقنا نعرف ولّا مش كده!!
{ كلمة أعز
رفع الحظر الحقيقي الذي نعوّل أن يخلق التحول التاريخي لهذا البلد يجب أن يكون برفع حظر التكتم عن الفساد والمفسدين، ورفع الغطاء عن من يلبسون (برقع) الشعارات الموجهة لدغدغة مشاعر الناس في عقيدتهم ووطنيتهم ليشوهوا بذلك أنبل وأعظم القيم ويساهموا في صناعة جيل كامل مشوش ورايح ليه الدرب!!