مسألة مستعجلة
هل يصمت السماسرة والمضاربين؟
نجل الدين ادم
حراك استثماري كبير تشهده البلاد هذه الأيام على حس رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت علينا لعشرين سنة، وربنا يزيد ويبارك والمستثمرين يتدافعون علينا زرافات ووحدانا.
أول أمس، كانت المفاجأة غير السارة، عودة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى ما كان عليه، فبعد أن ظننا أن مملكة سماسرة العملات الأجنبية قد ضُربت في مقتل إلا أنهم ما يزالون يكابدون ويأخذون نفساً عميقاً من أجل التصدي لحملة الهبوط الاضطراري والإجباري لسعر الصرف، التي فرضها واقع إعلان رفع الحظر، فيبدو أن هؤلاء التجار عقدوا اجتماعاً طارئاً أسفرت عنه بعض التوصيات لتجاوز هذا المطب والخروج بأقل الخسائر، اجتمع هؤلاء على تجفيف السوق تماماً من العملة الأجنبية والخروج من بعد ذلك لرفع سعر الصرف، فبعد أن انخفض سعر الصرف للدولار إلى (17) جنيهاً، طار أول أمس، إلى (20) جنيهاً، بالفعل فقد توقع بعض الخبراء حدوث ذلك.
هنيئاً للسماسرة بهذه الضربة القاضية على سعر الصرف، ولكننا نقول لهم لا تفرحوا بالنصر، غداً (الخميس) سوف تفتح النوافذ الخارجية وتدخل العملة الأجنبية بكميات كبيرة وتملأ البنوك بالدولار والريال واليورو وغيره، حينها سوف يفقد هؤلاء الكنترول في التحكم على سعر العملة، ويهبط سعر الصرف إلى غير رجعة، إن شاء الله.
لفت نظري أيضاً التنافس الكبير بين البنوك في تقديم العروض المغرية في التحويلات، فكل يوم نقرأ إعلاناً يسر له البال، أن تعالوا وسوف نحوِّل لكم ما تريدون وبالسعر الرسمي، ومزيد من التنافس الشريف.
مسألة أخيرة ..سعدت بتلبية الدعوة للقاء التنويري لمركز “نانو” للقياس والمعايرة، والذي ينشط في معايرة الأجهزة الطبية وفحصها وفقاً للمواصفات العالمية، ومثل هذه المراكز أيضاً تأذَّت من العقوبات الاقتصادية رغم أهميتها في كونها تعنى بمعايرة أجهزة تتعلق بحياة الناس، وبغيابه تملأ الأسواق بالأجهزة الطبية (المضروبة)، وسعدت أكثر بحضور وزير الصناعة لهذه الفعالية والسيد المدير العام للهيئة المواصفات والمقاييس وهو المعني بعمل مثل هذه المراكز، سيرة ذاتيه مشرِّفة للمركز تغني أي شخص أن يبحث عن هويتها والقائمين على أمرها يعملون بجد المركز واجتهاده.
فقط على الحكومة دعم مثل هذه المراكز لتكون ذراعاً أيمن لها في واحدة من المهام الرقابية، مزيد من الدعم لها يعني المزيد من الجودة أتمنى أن يكون رفع الحظر انطلاقة حقيقية لهذا المركز الذي لطالما أن القائمين على أمره اختاروا أن يعينوا الناس في واحدة من أهم المهام وهي المعايرة، والله المستعان.