ولنا رأي

لقاء السيدين الإمام "الصادق" و"الميرغني"

في أول لقاء يجمع بينهما خارج البلاد تقريباً التقى مولانا “محمد عثمان الميرغني” رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والإمام “الصادق المهدي” إمام الأمة القومي والأنصار، بالقاهرة اليومين الماضيين بحضور أنجال الميرغني السادة “عبد الله” ومحمد” و”أحمد” وكريمة الإمام “الصادق” الدكتورة “مريم” والأستاذ “محمد زكي” هذا يعد أول لقاء يجمع بينهم وهم خارج البلاد، عكس اللقاءات التي تمت داخل البلاد وكان آخرها اللقاء الذي جمع بينهم عقب انتفاضة رجب/ أبريل، بمنزل الإمام “الصادق المهدي” جوار الإذاعة، وأذكر أن الأستاذ الصحفي “إدريس حسن” كان يشغل منصب مدير تحرير الأيام، بعد أن أعادت الدولة أسماء (الأيام) و(الصحافة) إلى أصحابها، الأيام الأساتذة “بشير محمد سعيد” و”محجوب محمد صالح” و”محجوب عثمان” و”أمين محمد سعيد”، والصحافة إلى الأستاذ الراحل “عبد الرحمن مختار”، الأستاذ “إدريس حسن” يُعد من المخبرين الصحفيين القلائل في الصحافة السودانية، ولذلك استعان به الأستاذان “محجوب” و”بشير” للعمل معهما في الأيام بعد إعادة الاسم إليهم، و”إدريس” يعد أحد أعمدة الأيام، ولكن عندما تمت مصادرة الصحف إبان العهد المايوي ترك العمل الصحفي وفتح بقالة بالخرطوم إلى أن جاءت الانتفاضة فعاد إلى العمل الصحفي بعد رجاءات الأستاذ “محجوب”، بحسه الصحفي العالي همس في أذني ونحن ما زلنا نتلمس طريقنا في العمل الصحفي الذي لم يمض علينا فيه بضعة أعوام، قال لي الأستاذ “إدريس” عند السادسة مساء سيلتقي “الصادق المهدي” بالسيد “محمد عثمان الميرغني” بمنزله بالملازمين جوار الإذاعة، وهو أول لقاء بينهم فاحرص على الحصول على الخبر، كان معي الأخ الصحفي “عوض أبو طالب”، ذهبنا إلى منزل الإمام “الصادق” في الموعد المحدد ولكن لم نعرف مكان انعقاد اللقاء اعترضنا غفير بالباب، فأخبرناه بأننا صحفيان مكلفان بلقاء السيدين، ولكن لم يُعر حديثنا أي نظرة فطردنا، وبعد فترة قصيرة جاءت عربة مولانا “الميرغني” فدخلت المنزل، فتسللنا بعدها إلى الداخل في غياب الغفير الذي تبع العربة، كانت هناك حديقة بها أشجار كثيفة فدخلنا وسط تلك الأشجار، فلمحنا الإمام “الصادق” وهو يستقبل مولانا “الميرغني”، فتأكد لنا صحة اللقاء فبدأنا نصتنت ولكن لم يكن حديثاً مسموعاً لنا لأن المسافة بيننا وبينهم كانت بعيدة، استمر اللقاء لفترة من الزمن وما إن انتهى اللقاء وخرج “الميرغني”، خرجنا من داخل الشجر وظهرنا إلى الإمام “الصادق المهدي” فجأة، ولم يتوقع وجود أي شخص بمكان اللقاء، فقال لنا: من أنتم؟ قلنا ليه نحن صحفيين نريد أن نعرف ماذا تم بينك ومولانا “الميرغني”، لم يعطنا تفاصيل اللقاء، ولكن المهم عرفنا أن لقاءً قد جمع بينهما، وقتها لم تكن هناك موبايلات فدخلنا الإذاعة السودانية فاتصلنا من التلفون الثابت بالأستاذ “إدريس” واطلعناه بما تم، وفي اليوم الثاني كانت الأيام منفردة بلقاء السيدين على صفحتها الأولى، وها هو اللقاء يتجدد بين الزعيمين الإمامين “الصادق المهدي” ومولانا “الميرغني” ولكن هذه المرة خارج البلاد، فقد دار جدل كثيف عن صحة مولانا “الميرغني” وإنه طريح الفراش ولا يمكن استقبال ضيوفه، وكثير من المعلومات المفبركة، ولكن ها هو مولانا يستقبل الإمام “الصادق المهدي” بفلته بالقاهرة وهو بكامل صحته ومع أبنائه “عبد الله” و”محمد” و”أحمد” وكريمة الإمام الدكتورة “مريم”، إن اللقاء بينهم في هذا الظرف هام جدا للسودان ولهم الاثنين باعتبارهما رمزين للسيادة الوطنية، لا أحد يستغنى عنهما.. فلهم دور كبير في لم شمل الأمة السودانية بعد التشرذم والفرقة.. فأكيد أن اللقاء له ما بعده.. وإذا لم تظهر تفاصيل ما دار بينهم اليوم فغداً لناظره قريب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية