ولنا رأي

"الهادي بشرى" اعرض عن هذا!!

نقلت الأخبار التي صدرت بالخرطوم الأيام الماضية عن ترشيح اللواء “الهادي بشرى” والي النيل الأزرق والشمالية السابق نفسه لرئاسة نادي المريخ بعد اعتزل السيد “جمال الوالي” رئيس النادي السابق واعتذاره عن مواصلة مسيرة العمل كرئيس للنادي.
 اللواء “الهادي بشرى” ولد في منطقة تعج بالنشاط الرياضي، وهو من أسرة رياضية تقلدت زمام ومهام العمل الرياضي بنادي المريخ منذ عشرات السنين، فعمه الراحل “شاخور” هو الأب الروحي لنادي المريخ.. وكل من انتسب إلى نادي المريخ يعرف الدور الذي لعبه عمنا وعم اللواء “الهادي بشرى” “شاخور” في مسيرة هذا النادي طوال الحقب الماضية، لذلك ليس غريباً على الابن “الهادي” أن يتبع خطى الآباء والأعمام الذين قدموا للأندية الرياضية الأمدرمانية عطاء ثراً.. لكن اللواء “الهادي” عرف بالانضباط منذ أن كان ضابطاً حربياً بالكلية ولا أدري مدى صحة المقولة التي يتناقلها أولاد ود نوباوي عنه عندما كان طالباً حربياً حين جاء في إجازته الأسبوعية، وفي المساء ذهب مشاركاً في مناسبة فرح فوجده اللواء الأكثر انضباطاً “أبو قرون عبد الله أبو قرون” وهو أيضاً من أولاد ود نوباوي في الحفل فطلب منه أن يعود إلى الكلية الحربية في ذلك الليل فنفذ الأوامر التي أتته من قائده وعاد طائعاً مختاراً إلى الكلية.. ولم يغير هذا الموقف علاقته مع ابن الحي والقائد “أبو قرون”، وظلت العلاقة محترمة بين الاثنين طوال تلك الفترة وما زالت، فلم يحقد اللواء “الهادي” عليه (والعسكرية أوامر)، فاللواء الهادي عسكري منضبط في كل شيء، حتى مشيته في الأرض يعمل لها حساباً، وهو عفيف اليد واللسان، وقد تبوأ العديد من المناصب في الإنقاذ وزيراً للطرق ووالياً للشمالية وللنيل الأزرق والعديد من المواقع التي شغلها، لكن ما زال هو ابن أم درمان وود نوباوي الذي لم يستغل منصبه ولا مكانته وعلاقته بالرئيس ليجني المال والسلطة، وأصلا هو زاهد في الاثنين، وقد أكمل قبل أيام قليلة بناء منزل متواضع لا يرضى به ممن جاءوا إلى المواقع التنفيذية الذين شيدوا العمارات الشاهقة وامتلكوا السيارات التي امتلأ بها البيت، واحدة للمدام وأخرى للبنت الفلانية وثالثة للولد العلاني.
لذلك، فإن الشخص المنضبط مثله لن يكون موقعه نادياً رياضياً فيه كل أشكال البشر، ولا يمكن لمثله أن يلوث تاريخه الناصع ويعرض نفسه للشتيمة والأقوال البذيئة التي يتلفظ بها أولئك الذين لا يعرفون تاريخ الرجال.. فالشخص المنضبط عسكرياً وسلوكاً وأخلاقاً من الصعب أن يعيش في أندية رياضية تأتي بكل من هبّ ودبّ على الرغم من طهارة يده ولسانه ولا أحد يتجرأ أن يمسه بسوء، فليس له ولا لأهله مال مسروق حتى يعرضه للإساءة، فما زال أخوته “محمد”، “كمال” و”يحيى” يمشون بأرجلهم ولا يملكون سيارات، ولا أظنهم استفادوا من مواقعه التي شغلها في الإنقاذ، ولا أظنه يمتلك غير سيارة واحدة تقله للعمل وللمناسبات الاجتماعية المختلفة.. لذا فإن كانت الحكومة تريده أن يترشح لمنصب رئاسة نادي المريخ فنقول له: يا الهادي اعرض عن هذا.. وعلى الحكومة إن أرادات أن تستفيد منه ومن طاقته ومن خبرته فعليها أن تسند له عملاً آخر يحافظ به على تاريخه العسكري والسياسي والاجتماعي، فاللواء الهادي رجل أديب يملك ناصية الكلمة ربما لم تكتشف ذلك الإنقاذ.. وهناك كثير من المجالات التي يمكن أن يساهم فيها.. أما أن يكون رئيساً لنادي المريخ فهذا ليس المكان المناسب له، والنادي يحتاج إلى رجل يملك المال و”الهادي” ليس له المال الذي يصرفه على النادي، وإلا تعرض للشتم وسيئ القول.. فاحفظوا له مكانته وتاريخه.
==
هند

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية