نائب رئيس مجلس رأس الدولة في الديمقراطية الثالثة د. "إدريس البنا" في حوار فوق العادة مع الـ(المجهر)
عندما سمعت بقيام الحزب الصوفي الجديد لم أفرح فقط بل رقصت
“الترابي” رجل عظيم وأحترمه وليس بيننا والإخوان خلافات
“الصادق المهدي” لم يفهمنا وحتى الآن لا يفهم شيئاً
أثار نبأ تكوين حزب صوفي جدلاً وسط السياسيين ورجال الطرق الصوفية الذين انقسموا إلى فريقين مؤيد للحزب وآخر معارض له، وتجد الصوفية التأييد الكبير من قطاعات المجتمع السوداني.. ولكل طريقة مؤيدون ومريدون يأتمرون برأي الشيخ أو الخليفة، ومن أقدم الأحزاب التي قامت على الصوفية حزبا الاتحادي الديمقراطي الأصل والأمة القومي القائم على طائفة الأنصار، والبعض يرى أن الصوفية عمل دعوي ولا يمكن للداعية لبس ثوب السياسة.. لكن للدكتور “إدريس عبد الله البنا” نائب رئيس مجلس رأس الدولة في الديمقراطية الثالثة رأي آخر، بل زاد عليه أن الصوفية سبقت السياسيين في طرح المبادرات.. فإلى مضابط الحوار.
حوار- وليد النور
{ د. “إدريس البنا”.. أين نشأت؟
_ نشأت في منزل والدي الشيخ “عبد الله البنا”، ومركز “ود البنا” في أم درمان هو مسقط رأس والدي وأخوتي وكل الناس الموجودين في تلك المنطقة.
{ منذ متى؟
_ في أيام المهدية كانت هذه البيوت يقطنها (خدامين) الحاجة “بت يوسف بك كردة” التركية.
{ وبعد ذهاب التركية؟
_ الخليفة “عبد الله” ورّث هذه البيوت وأهداها لـ”محمد حسن كنجاري”، و”كنجاري” متزوج من “مدينة بت حاج الحسن كنجاري”، ونحن جيران في تلك المنطقة، وورثنا هذا المركز بعد الحاجة “بت يوسف” وهي من تركيا.
{ ومن أين جاء الشيخ “عبد الله”؟
_ شيخ “عبد الله ود البنا” مقره رفاعة، من الجعليين، ويعود نسبه إلى جنوب الجزيرة العربية “جعل ابن اتل ابن حِمير”.. لذلك نحن يمنيون، أصلاً من اليمن.
{ متى تصوفت؟
_ الصوفية موجودة في (العضم) وليست شيئاً مهملاً، لذلك أنا طوال حياتي ومنذ الصغر ليس لديّ غير ذكر الله، والذكر دا الإنسان لو تابعه ما في شك في الآخر تكون له علاقات وطيدة مع سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”، ويرى ما يرى في هذه المسألة، وأنا الآن لديّ حوالي (35) سنة والحمد لله رب العالمين لم أترك هذا الذكر، في الثانية صباحاً ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الأولى يستمع لعباده الذين يحبهم ويحبونه كيف يذكرونه الذكر الذي يقوده ميكائيل وعذرائيل وإسرافيل.
{ الآن الصوفية يريدون تكوين حزب سياسي وأنت رجل ذو خبرة أليس هنالك تناقض بين السياسة والصوفية؟
_ أنا قلت لك نشأت صوفياً لا أعرف غير الذكر، وكنت أسأل الله بما سأله به إبراهيم عليه السلام.. رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين.. هذا، وأنا صبي وأنا شاب ولم أغيرها أبداً.
{ أنت صوفي بالفطرة؟
_ أنا صوفي بطبعي، لذلك أول ما دخلت مجلس السيادة كنت مع الشيخ “عبد الباقي المكاشفي” وأوصلت له الكهرباء من المناقل إلى الشكينيبة وهي منورة حتى الآن.
{ هل شاركت في العمل السياسي؟
_ نحن مع الشيخ “أزرق طيبة” وكان لدينا المشروع الوطني لبناء الثقة وتوطين السلام والوحدة برعاية “أزرق طيبة” الذي يقول فيها: (الحوار .. الحوار.. الحوار).
{ هل تعني الحوار الوطني؟
_ الحوار نحن رفعناه للرئيس من قبل موت “قرنق”، أنا ذهبت بهذا النداء إلى الرئيس في القصر الجمهوري، والحوار هو رأي “أزرق طيبة” وليس رأي شخص آخر.
{ ما هي أهداف النداء الوطني؟
_ الأهداف العامة، يهدف هذا النداء إلى بناء الثقة بابتداع وسائل عملية محددة لاستعادة الثقة المفقودة بين الفصائل المتصارعة قيادة وقواعد، عن طريق آليات العمل المشترك وجهود إعادة البناء، مجالس الاعتراف والتعافي والصلح، لجان المحاسبة والتعويضات، هيئة رعاية أسر الضحايا، إعادة التأهيل والدمج الاجتماعي لمعاقي الحروب وتوطين الوحدة الوطنية.. هذه كلها مقترحات “أزرق طيبة”
{ لكن الناس ينظرون للتصوف نظرة دينية والآن تريدون ممارسة السياسة؟
_ وما يقوله “أزرق طيبة” أليس سياسة وهو شيخ متصوف أم لا؟ يبقى الصوفية لا تنعزل من العمل السياسي، هؤلاء الجماعة قالوا هذا الكلام ونحن وقفنا معهم، ونحن نقف مع الجهة التي تستحق أن تقود البلاد ولا يجب أن تنعزل منهم، وهم ليسوا ضد أحد، ولسنا دعاة تخريب.
{ بماذا ترد على الصوفية المعترضين على تكوين الحزب؟
_ أنا عندما سمعت بالحزب الجديد لم أفرح فقط بل رقصت، وأقول لك عندما احتج الملائكة على خلق سيدنا وأبينا “آدم” وقالوا نحن نسبح بحمدك فكيف تخلق آدم، فأمرهم بالسجود له فسجدوا جميعاً إلا إبليس، وعلّم آدم الأسماء كلها، وأنزل منهم اثنين “هاروت” و”ماروت” للأرض حتى يعيشا معه ويريا كيف الحال في الدنيا عند آدم، فشربا الخمر وعاقراها، والمرأة التي طارت فوق هي الزهراء التي تراها في السماء، كانت امرأة قالت لهما لا أعطيكما شيئاً من رقبتي إلا تشربا وتقتلا النفس وتعطياني إذناً كيف أطير وأنزل، وأعطياها الإذن، وقعدت في محل نجم في السماء ربنا سخطها ولي هسه قاعدة فوق.
{ طيب الآن الأحزاب كثيرة هل يستوعب السودان هذا الكم؟
_ يعني نحن حزبنا الوحيد هذا سيخرب عليهم؟ ربما نحن نكون أفضل ونقفل كل الأحزاب.
{ كيف كانت الممارسة السياسية في الديمقراطية الثالثة؟
_ شوف يا سيدنا، أنا في مجلس السيادة كنت أعمل عمل إبراهيم عليه السلام، لم أكن واقفاً مع المسلمين فقط، والرئيس “القذافي” كان سبباً في سفري إلى شرق أفريقيا.. وأنا أجلس معه قال لـ”موسفيني” “إدريس البنا” لم يأت يوغندا وأنت لديك إطماع كثيرة اعمل زيارة لـ”إدريس البنا” يجيك هناك و”موسفيني” يعلم أن “الصادق المهدي” لم يكن راضياً لأنها شغلانة تختلف عن العمل الذي يقوم به كرئيس وزراء.
{ وهل كانت لمجلس رأس الدولة صلاحيات؟
_ نحن عندما جلسنا في القصر رأينا حاجتين لابد أن تكونا، أن نشارك في مؤتمرات القمة التي يحضرها رؤساء الدول، والعمل مع الشعب السوداني من خلال المديريات المختلفة يكون مقسماً بيننا، حتى لا نعزل أنفسنا من الشعب، وهذا ما حدث.. “الصادق” يريدنا أن نبصم ونسكت ونحن لم نرض وتحركنا، عندما ذهبت في زيارة شرق أفريقيا أخذت معي (المسلمين والأقباط) هل هؤلاء مسلمون كلهم؟ وهذا معناه أنني امثل الطوائف الأخرى.
{ وهل حققت نجاحاً؟
_ هذه السفرة كانت ناجحة نجاحاً باهراً.. هذا المسلك مسلك رؤساء دول وليس عمل شخص آخر، ونحن لن نصارع أحداً لإقالته من مكانه، لكن هذا الشخص ليس من حقه أن يمنعنا عن عمل الخير.
{ شغلت منصب نائب رئيس مجلس رأس الدولة؟
_ أنا عينني “أحمد الميرغني” نائباً ولم أطلب مالاً في يوم من الأيام، والآن الناس يصرفون (8) و(10) آلاف، و”إدريس البنا” يصرف (2) ألف فقط، نحن لم نكن نطلب مالاً وبابنا مفتوح لكل من يريدنا ونذهب في الخامسة مساءً إلى بيوتنا.. عالجنا المرضى.. وأنا الآن عندما أريد الذهاب إلى القصر الجمهوري أكتب طلباً.
{ متى آخر مرة ذهبت إلى القصر؟
_ آخر مرة عند إضراب الأطباء، قلت للرئيس أطلق سراح الأطباء والتقيت بناس المراسم وطلبت منهم أن يخبروا رئيس الجمهورية أن يطلق هؤلاء الأطباء لأنهم ليس لديهم علاقة بأحد وهم زعلانين فقط، وفعلاً أطلق سراحهم.
{ هل كانت لديك مشاكل مع الإخوان المسلمين؟
_ “حسن الترابي” رجل عظيم وأنا لست ضده، ولم تكن بيننا خلافات إطلاقاً.
{ و”الصادق المهدي”؟
_ نعم، “الصادق” لم يفهمنا وحتى الآن لا يفهم شيئاً.
{ هو مفكر ولديه مبادرات؟
_ نعم، لديه مبادرات، لكنه يرى أنه لابد أن يكون نمرة واحد.. لماذا؟ ما حواء والدة.
{ آخر قرار قبل الانقلاب؟
_ قرارات كثيرة و”أحمد الميرغني” عينني نائباً له لأنه يوم (السبت) لا يحضر، وأنا أدير العمل يوم (السبت).
{ بعد انقلاب الإنقاذ أُدخلت السجن؟
_ أنا أول شخص أُدخل السجن.
{ من الذي زاركم من سفراء الدول الغربية وماذا قلتم له؟
_ زارنا السفير البريطاني والفرنسي والإيطالي.
{ ماذا قالوا لكم؟
_ قالوا نحن جايين نزوركم، ونحن كنا اثنين أنا و”سيد أحمد الحسين” وقلنا لهم نحن عارفين الناس ديل ح يحاكمونا ولا مانع لدينا بشرط ألا يحاكمونا بالطريقة العسكرية، نحن لسنا عساكر، يحضروا لنا محامين ندافع عن أنفسنا عن طريق المحامين العاديين لأنهم مصنفين، بدون ذلك نحن لن نتكلم مع هؤلاء الناس.
{ هل ستترشح في الانتخابات؟
_ لا، أنا لا أترشح، لكنني أساند أعضاء الحزب وسأكون مستشاراً لهم في كل شيء يريدونه.
{ بماذا تنصحهم حال فوزهم؟
_ انصحهم أولاً بإزالة الظلم عن الناس، واستقطاب المال من الخارج من أجل البلد، لأن الحكومة دايرة الناس يساعدوها ولا تريد معارضة ما بتفهم، ونحن المعارضة البتفهم.