بكل الوضوح
مصرف (الخرطوم العريق).. ومسجد (فاروق العتيق)
عامر باشاب
{ مسجد الخرطوم العتيق الذي أسسه الشيخ “أرباب العقائد” كأول مسجد في الخرطوم، وجدد بناءه الملك “فاروق” (ملك مصر والسودان)، هذا المسجد رغم التجاهل الذي ظل يجده من الجهات المعنية (الأوقاف) و(حماية التراث والآثار)، إلا أنه ما زال يحافظ على شكله المعماري اللافت للانتباه الذي يحكي عن عراقته وتاريخه كأقدم الصروح الإسلامية في الخرطوم، التي يقصدها السياح من مختلف دول العالم للإمعان في تصميمه الهندسي والآيات القرآنية التي تم حفرها بعناية فائقة لتزيين جدرانه من الداخل والخارج، وغير ذلك من الزخارف والنقوش التشكيلية التي تعكس روعة وجمال فن العمارة الإسلامية.
{ ومن هنا نناشد إدارة بنك الخرطوم باعتباره أول مصرف في السودان لتبني رعاية أول مساجد الخرطوم (مسجد فاروق) (أرباب العقائد العتيق)، وليتم ذلك ضمن برامج المسؤولية المجتمعية.
{ كل زوار هذا المسجد من الداخل والخارج اتفقوا على أنه تحفة معمارية تعكس هندسة البناء والفن الإسلامي.. ولكنهم في نفس الوقت يتحسرون على عدم الاهتمام به من الدولة حيث تنقصه الكثير من الأشياء أبرزها أجهزة التكييف (عمرها الافتراضي انتهى مرات ومرات)، ومن ثم تجديد طلائه من الداخل على أيدي جهات لها خبرة ودراية في فن التعامل مع هذه المباني الأثرية وتناسق الألوان.. أيضاً المسجد في حاجة ماسة إلى الإضاءة من الداخل والخارج بدرجات تعكس الجماليات التي تشكلها الحفريات والتموجات الهندسية والزخارف والنقوش الفنية الإسلامية التي تحيط بكل جوانب واتجاهات المسجد.
} وضوح أخير
{ رجل بر وخير وإحسان من دولة العراق الشقيقة ظل يداوم على الصلاة بمسجد (فاروق) خلال اليومين الماضيين، لفت انتباهه قِدم وتهتك المصاحف الموجودة بدواليب المسجد وتقليدية حمالات أو (جلسات) المصاحف المصنوعة من الحديد (البال) التي قد تؤذي (مرضى السكري)، فما كان منه إلا أن قام وفي وقت وجيز بدعم المسجد بمجموعة من المصاحف الجديدة ومجلد (صحيح البخاري)، بالإضافة إلى نوعية راقية من حمالات المصاحف المصنوعة من الخشب الفاخر.
{ نفس رجل البر العراقي تعجب من النفايات التي تحيط بمسجد (فاروق) من الخارج، خاصة كمية الأشواك المتراكمة لعدة أيام أمام بوابته الغربية، وقارن هذا الحال المزري بتألق الكنيسة القريبة من المسجد، التي يبدو واضحاً اهتمام القائمين على أمرها.
{ الشيء الذي يدعو للدهشة والحيرة، أن هناك الكثير من قادة الدولة ورجال الأعمال السودانيين ورؤساء ومديري الشركات والمؤسسات الاقتصادية الوطنية يؤدون فروضهم من حين لآخر بهذا المسجد، لكن لم ينتبه أحد منهم لما يحتاجه هذا المسجد من نواقص!!
{ والمدهش حقاً أن شركات الاتصالات ظلت تتنافس في دعم الأندية الرياضية، وبعضها يتباهى بالتكفّل ببناء وتشييد مقصورات ملاعب كرة القدم.. وللأسف حتى الآن لم تمتد أياديها إلى المساجد العريقة ولو بدعم عابر!!
{ ألا هل بلّغت.. اللهم فاشهد.