رأي

مسألة مستعجلة

القرار القضائي الأمريكي سر الصدور!!
نجل الدين ادم
أمس اهتمت عدد من الصحف المحلية بخبر إلزام محكمة أمريكية الحكومة السودانية بدفع مبلغ (3.7) مليار دولار تعويضات لضحايا تفجيرات نيروبي ودار السلام الشهيرة في العام 1998، والتي كانت قد أسفرت عن مقتل (200) شخص، بينهم (12) أمريكياً.
السؤال المهم هنا.. هل جاء القرار في هذا التوقيت مصادفة.. أم أن هناك ارتباطاً بما تنوي واشنطن فعله بخصوص العقوبات الاقتصادية المفروضة علينا بعد ثلاثة أشهر، الفترة التي حددتها للنظر في رفع العقوبات عن البلاد بصورة نهائية!
أمريكا في كثير من الأحيان تحاول استخدام أساليب المساومة واستخدام كروت الضغط، وأخشى أن يكون هذا القرار رغم أنه صادر من الجهاز القضائي، بمثابة (طوق) لمحاصرة الموقف السوداني حيال العقوبات المفروضة عليه منذ عشرين عاماً، وفي كل ذلك أتمنى أن تعي الحكومة جيداً حجم المتاريس التي يمكن أن توضع أمام رفع العقوبات الاقتصادية، الأمر الذي يتطلب منها العمل بجد وجدية وفي كل الاتجاهات بغية تفويت الفرصة على أي قرار بغير رفع العقوبات.
الحكومة تحتاج خلال الثلاثة أشهر المقبلة أن تعمل لردم كل الثقوب التي يمكن أن ينفذ منها أي قرار سالب في حق السودان، تحتاج أيضاً إلى مزيد من التدبر وإبداء حسن النية، حينها يمكن أن يكون رفع العقوبات في صورتها النهائية واقعاً.
مسألة ثانية.. تعجبت أمس، لخطوة معتمد المناقل بولاية الجزيرة حسبما روى مدير المدرسة وتسببه في تعطيل إجراء عدد من العمليات لمرض الكُلى على يد فريق طبي أجنبي، عندما اقتحم المستشفى في خطوة وجدت الاستهجان والرفض، وهو يزعج الفريق الطبي ويختار أقصر الطرق بوقف العمليات، ما حدث سلوك غير مقبول حتى لو كانت هناك من الأسباب المقنعة، لأن ما قام به المعتمد فيه استفزاز للفريق الطبي سيما وأنهم جاءوا متطوعين لإجراء عدد من العمليات، ويبدو أن حالة الدهشة من تصرف المعتمد هي ما قادتهم إلى التعبير عن احتجاجهم من الخطوة بوقف العمل، وحق لهم أن يفعلوا ذلك إذا لم يكن الدستوري المسؤول عن المحلية التي يقع فيها المستشفى.. قدر المسؤولية في التعامل مع الحدث.
ليس هناك من سبيل لمعالجة هذه (الجلطة) إلا بردة فعل أقوى ترد الاعتبار لهؤلاء الأطباء الأجانب الذين جاءوا خصيصاً من أجل البسطاء من أهل المحلية، كنت أتوقع أن لا يمر هذا الحدث مرور الكرام، وأن تكون هناك مساءلة للمعتمد على خطوته من قبل والي الجزيرة ومن قبل المجلس التشريعي.. والله المستعان.        

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية