رأي

مسألة مستعجلة

 (التاب) بديلاً للكتاب!!
نجل الدين ادم
تلقيت عدداً من الملاحظات على ما سطرته (أمس)، في هذه الزاوية عن ترتيبات لوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، لإدخال جهاز الـ(تاب) بديلاً للكتاب المدرسي في المرحلة الثانوية اعتباراً من العام المقبل، حيث أشدت بالخطوة باعتبارها اختراقاً كبيراً للاستفادة من التقدم الحالي في مجال التكنولوجيا، في العملية التعليمية، ولكن أغلب الملاحظات لا تتفق مع ما أثرته، وتتمثل إجمالاً في مخاوفهم من أن الخطوة ستكون بمثابة نهاية للكتاب المدرسي، كذلك يترتب عليها غياب الكثير من الأساليب التعليمية مثل تعلم الخط، حيث إن استخدام هذا الجهاز لا يحتاج منك إلى قلم لكي تكتب، علاوة على تعذر عملية التصحيح للمعلمين وغيرها من الملاحظات المقدرة التي تلقيتها. 
على أي حال جميع ما وصلني هي في نهاية الأمر وجهات نظر، قد تكون صائبة وقد تكون لا، ولكن عندما نقارن ونقرأ حجم الإيجابيات مقابل السلبيات، فإن الذي يرجح الكفة هو الذي سيكون واقعاً، لذلك فإنني أرى أن ثورة المعلوماتية ستتجاوزنا إذا وقفنا في محطة البداية، فمثل ما أننا تماهينا في هذا التطور في عدد من المجالات، فينبغي أن لا نحظره على العملية التعليمية، وإلا فلماذا تركنا الكراسة التي نكتب عليها ولجأنا إلى جهاز الكومبيوتر للكتابة والتدوين، وكذلك تركنا العمليات الحسابية التي كنا نديرها على ظهر الورق باستخدامنا للآلة الحاسبة التي تقتصر لنا الوقت، بجانب أنها توفر لك دقة متناهية في النتائج، إذن التطور التكنولوجي ينبغي أن لا يكون حلالاً على بعض الاستخدامات وحراماً على الأخرى.
هذا المقترح يحمد لوزارة التربية والتعليم في كونه يتماشى مع التقدم الحادث في كل المجالات كافة، أتمنى بالفعل أن تفلح الوزارة في تنزيل ما بشرت به من ترتيبات للمرحلة المقبلة وفعلاً هو تبشير، لأن ما سيتم سيكون خطوة إلى الأمام، فقط نحتاج وحتى يجد مقترح الكتاب البديل القبول، أن تكون هناك أرضية صلبة تسبق استخدام الـ(التاب) في المرحلة الثانوية، كأن تبدأ الوزارة في إلزام مدارس الأساس بحصص في مجال الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات حتى تتيح للطلاب فرصة أن يتعاملوا مع الواقع.
جهاز الـ(تاب بديلاً للكتاب) ينبغي أن يكون بمثابة حملة نقودها جميعاً من أجل مواكبة التطور، وجعل هذا المشروع الكبير في مضامينه واقعاً.
 شكراً وزارة التربية على هذا الفيض الكبير وعلى هذا الانفتاح الإيجابي في سبيل الاستفادة من كل ما هو متاح، ونتمنى المزيد من النجاحات، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية