رأي

ربع مقال

الجار عند “أبو جهم” و”أبو حنيفة”..!!
خالد حسن لقمان

باع “أبو جهم العدوي” داره بمائه ألف درهم ثم قال للمشتري: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص؟ قالوا: وهل يشترى جوار قط. قال: إذن ردوا عليّ داري وخذوا مالكم فإني والله لا أدع جوار رجل إن قعدت سأل عني، وإن رآني رحب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قربني، وإن سألته قضى حاجتي، وإن لم أسأل بدأني، وإن نابتني حاجة فرج عني. فبلع ذلك “سعيداً” فبعث إليه بمائة ألف درهم.
وكان للإمام “أبو حنيفة” جار مغنٍ سكير أخذه الحرس من داره وهو سكران فافتقده “أبو حنيفة”، وافتقد صوته، فقال: ماذا فعل جارنا؟ لقد فقدنا صوته، فقيل: أخذه الحرس، فقال: قوموا بنا نسعى في خلاصه فأتى مجلس الأمير فلما بصر به قام إليه وأخذ بيده، ورفعه مكاناً عليا وقال: ما جاء بك يا أبا حنيفة؟ قال: جئت لمحبوس عندك من جيراني، وأسألك أن تطلقه، وتهب لي جرمه، فقال الأمير: قد فعلت ولجميع من معه في الحبس، فلما أن أخرج من حبسه قال له أبو حنيفة: هل أضعناك يا فتى؟ قال: لا يا سيدي ومولاي، لا تراني اليوم أفعل شيئاً تتأذى به ثم أخرج أبو حنيفة عشرة دنانير وأعطاها له، فقام الرجل وقبل رأس أبى حنيفة، وكان بعد ذلك يختلف إلى درسه وتفقهه حتى صار من فقهاء الكوفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية