رأي

الحاسة السادسة

لابد من حل جذري!!
رشان أوشي
عندما التحقت في دراستي الجامعية بالجميلة ومستحيلة، كان طلاب الدفعات التي سبقتنا (سنايرنا) يشعرون بعرفان كبير تجاه مدير الجامعة السابق وقتها، يعبرون عن عرفانهم في أركان النقاش، حيث حسم البروفيسور والعالم الجليل والأب المثالي بروفيسور “عبد الملك عبد الرحمن” جدلاً استغرق وقتاً طويلاً من الطلاب، وجهداً كبيراً، ألا وهو عودة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مرة أخرى بعد تجميده، كان البروف “عبد الملك” ينحاز دائماً لقضايا الطلاب ومطالبهم بروح القائد، والمعلم، رغم العثرات التي كان يضعها في طريق تواصله مع طلابه بعض المتنفذين في الجامعة من أصحاب الولاء السياسي للسلطة.
هكذا مضت الأمور إلى أن ترجل بروف “عبد الملك” عن موقعه كمدير للجامعة، وشهدنا نحن عهود الإدارات المنحازة لكيان سياسي معروف، حيث وصل التآمر منحى تجاوز كل الأخلاق والقيم بأن حرمت دورات الاتحاد التي انتزعتها المعارضة عبر الصناديق، حرمت من الدعم المالي المنصوص عليه في دستور الاتحاد ولوائح الجامعة حتى يفشل اتحاد الطلاب ويعود إلى حضن السلطة مرة أخرى.
ذكرنا القصة أعلاه لنوضح لقرائنا الكرام أن ما آلت إليه أوضاع الجامعات اليوم يجب أن تحاسب عليه إداراتها.. عندما قدم طلاب جامعة البطانة مطالبهم المتعلقة بقضايا السكن والإعاشة والرسوم الدراسية تم فصل سبعة من الطلاب، واتبعت جامعات دنقلا، الخرطوم والبحر الأحمر ذات النهج، بأن حرم طلاب ينتمون لأحزاب سياسية بعينها من الدراسة بسبب مطالب عادلة وموضوعية، ولم نسمع يوماً بفصل طالب من طلاب الحزب الحاكم وحرمانه من الدراسة، بينما يعلم القاصي والداني من يقتحم حرم الجامعة وهو يضع (طبنجة) في جيبه الخلفي ليرهب زملاءه، ومن يحمل السيخ و”الملوتوف” تحت حماية إدارات الجامعات والسلطة.
إن حلمت الدولة بأن تستقر الجامعات، وأن يتبع الطلاب أساليب راقية تشبه مواقعهم الاجتماعية، فعليها أن تعين إدارات محايدة على جامعاتها، لا تنظر للولاء السياسي وهي تفصل في قضية طلابية.. نريد نموذجاً يشبه نموذج الأب البروفيسور “عبد الملك عبد الرحمن” الذي لم نشهد عهده، لكننا وجدناه حاضراً في قلوب (سنايرنا).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية