أخبار

الإفراط في التفاؤل

ينتظر أن يزور الرئيس “عمر البشير” في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري ولاية جنوب كردفان وذلك لافتتاح مستشفيين في كل من الدلنج وكادقلي.. وحضور افتتاح أسبوع مهرجان السلام والسياحة الثاني.. وقد ارتسمت في وجوه الناس بكادقلي في الأسواق.. ومكاتب الدولة ووسط المزارعين ومحترفي السياسة بما في ذلك المعارضين للحكومة علامات التفاؤل والإحساس بأن مشكلاتهم المتراكمة ستجد الحل بزيارة الرئيس للولاية الأسبوع القادم.. وقد حاولت أثناء حديثي مع بعض القادة السياسيين إثنائهم عن التفاؤل المفرط.. بأن مشكلات تراكمت لعشرات السنين يصعب حلها في يوم واحد مهما ملك الرئيس من مقدرات وأصدر من القرارات، فإن مشكلات إقليم تفاقمت منذ الاستغلال وحتى اليوم لا يمكن حلها خلال يومين فقط ينتظر أن يمكثها الرئيس في ولاية أخرى عهده بها قبل عامين وبضعة أشهر، حينما طاف الرئيس على الولايات في الحملة الانتخابية الأخيرة، ومنذ أن منحت الولايات أصواتها للرئيس لم يعد لبعضها مثل جنوب كردفان، بينما تعددت الزيارات لدارفور ولجارتها جنوب كردفان الشمالية (الأبيض).. وتفاؤل المواطنون بزيارة “البشير” القادمة يعود لثقة الناس فيه وحبهم له.. وإحساسهم بأن حل قضيتهم في يد الرئيس وحده.. وقضايا المواطنين في جنوب كردفان التي تنتظر من الرئيس قرارات هي أولاً الإعلان عن التفاوض المباشر مع مجموعة “عبد العزيز الحلو” الذي سيطر على الحركة بالإقليم وطرد “ياسر عرمان” و”مالك عقار”، ويعتبر المواطنون هناك أن التفاوض مع “الحلو” يمكن أن يفضي لنتائج في القريب العاجل.
ثانياً: ينتظر أهل جنوب كردفان قراراً من الرئيس بمد خطوط الكهرباء القومية لكادقلي بعد أن وصلت الدلنج في حدث كبير جداً كان حرياً الاحتفاء به بما يليق وأهمية المناسبة منذ شهور، إلا أن ذلك لم يحدث، واليوم ينتظر المواطنون أن تمتد الكهرباء القومية لإضاءة جبال الكرقل.. وجبال الدشول وكيقا الخيل وصولاً إلى حجر المك ووصول الكهرباء لتلك البقاع ليس مشروعاً خدمياً فحسب، بل معالجة لقضية سياسية في سبيلها أريقت دماء.. ورفعت البنادق.
ثالثاً: أن يصدر الرئيس قراراً باستئناف العمل في الطريق الدائري العباسية -رشاد -أبو جبيهة بعد أن عطل التمرد المشروع قبل (6) سنوات وطرد الشركة الصينية وقتل بذلك حلم مواطني المحليات الشرقية في الاندماج قومياً.. وبسبب تعثر الطريق تنامت مشاعر الذاتية الشرقية والمطالبة بولاية منفصلة عن جنوب كردفان لاعتقاد البعض بأن وجودهم في ولاية بها تمرد ومشكلات أمنية يعيق نمو الشق الاقتصادي الغني من جبال النوبة.
ورابعاً: يضع “علي دقاش” وزير الزراعة أوراق مؤسسة جبال النوبة الزراعية التي أقر الرئيس عودتها قبل عامين ونصف، وصدر قرار رئاسي بذلك ولكن لا يزال قراراً على الورق ينتظر التنفيذ بتعيين مجلس الإدارة ومدير المشروع واعتماد ميزانية قومية للهيئة، تلك هي القضايا الكبيرة التي ينتظرها المواطنون في جنوب كردفان، وقد أنفقت الحكومة خلال العام الجاري أموالاً وجدت الرضا من قبل المواطنين تمثلت في مشروعات مستشفيات الدلنج وكادقلي، وإذا كان مستشفى كادقلي المرجعي قد بدأ العمل فيه أيام مولانا “أحمد هارون”، فإن مستشفى الدلنج يعد إنجاحاً كبيراً جداً للحكومة الحالية، وقد نفذ بكفاءة ليغطي حاجة نصف سكان الولاية، وحينما يصل “البشير” كادقلي سيتحدث بإنجازات حقيقية وليست كلمات ووعود سوف وسوف ولكن القرارات الكبيرة هي التي ينتظرها المواطنون المتفائلون حد الإفراط بالزيارة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية