فوق رأي
حبيبتو بت “مصطفى”
هناء إبراهيم
ثمة اعتقادات معينة في دماغك (لو جاء الجيش لو جاء المنطق لو انطبقت السماء مع الأرض ما بتغيرا) مقتنع بيها تماماً.. بكل أخطائها وثغراتها اللغوية الواضحة..
عاجباك كدا.. وذلك لسبب نفسي بحت..
والله جد..
وأشياء التقطتها غلط منذ طفولتك فثبتت وانطبعت بهذا الشكل وصار من الصعب تغييرها..
عرفت الصاح ولم تستطع تغييره وفقاً لمنطق التعود.
أقوال، أمثال، وأغنيات كثيرة طالها هذا الـ لبس السمعي فصارت مضحكة في مواضع ومحرضة على البكاء في ملفاتٍ أخرى..
في المنطقة التي نشأنا فيها اشتهرت سيدة اسمها “شادية مصطفى” بموضوع غريب نوعاً ما..
هذه السيدة منذ أن قمنا وعشنا في هذه الدنيا الزائلة وجدناها مصابة بهوس غريب جداً يتجسد في أغنية (حبيبتي بستلطفا)، حيث إنها تستمع إلى هذه الأغنية على الأقل مرتين يومياً.. مرة بصوت “الجابري” ومرة بصوت “ود البكري”.. وإن أصابها مرض ما، زادوا لها الجرعة فصارت تسمعها بعد الأكل وقبله..
المشكلة ليست هنا، فقد كبرنا ودرسنا وتخرجنا وحاولنا (حاولنا كتير والله العظيم) وفشلنا كلنا جميعاً أجمعين في إقناعها أن هذه الأغنية التي ظلت تسمعها منذ أن بثتها الإذاعة السودانية أول مرة وإلى يومنا هذا اسمها حبيبتي بستلطفا، فهي مصرة أن الأغنية تقول (حبيبتي بت مصطفى)..
اتفرجتوا؟!
يا زولة بت “مصطفى” بت “مصطفى”.. ولا يهمك.
نحن غلطانين..
وما عندنا مشكلة مع السيدة “شادية”، مشكلتنا مع المغنين الـ ما حافظين جدول الفن الذين ينطقون أغنيات العمالقة (على كيفهم) كما تفعل بت “مصطفى” مع الاستلطاف..
أقول قولي هذا كـ حكي وملاحظة
وعموماً يا ناسيني كلياً أنساني صاح
على صعيد منفصل: دايرة أقول كلمة واقفة لي هنا، لناس الكهرباء: مالكم معانا ياخ؟!
مشكلتكم شنو؟!
و……
يا روحي سلام عليك
لدواعٍ في بالي