الحمرة الأباها "المهدي"!!
احتفل السفير المصري بالخرطوم، “أسامة شلتوت” وطاقم السفارة والإخوة المصريون (الأحد) الماضي، بالذكرى الخامسة والستين لثورة 23 يوليو بفندق السلام روتانا، وتعد تلك الثورة من الثورات التي أحدثت تغييراً كبيراً في مصر وفي المنطقة العربية، وكان للضباط الأحرار بقيادة “جمال عبد الناصر” دور كبير في تغيير الحكم الملكي من الملك “فاروق” إلى أبناء مصر الأوفياء، وكان الزعيم “عبد الناصر” ملهماً للأمة العربية بما أحدثه من تغيير في نظام الحكم الذي كان يدين بالولاء للحكم الملكي بمصر.
الاحتفال الذي شهده الفندق، ضم العديد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بسفارات الدول العربية والأفريقية والآسيوية والأوربية، إن دل على شيء إنما يدل على محبة أهل مصر لهم، ومهما قيل فإن مصر تظل هي قلب الأمة العربية، وقد لفت نظري خلال الاحتفال الوجود المهدوي الكبير ابتداءً من الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة والأنصار، وكريمته الدكتورة “مريم” والدكتور “الصادق الهادي المهدي” واللواء الركن “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية، و”عبد الله مسار” أحد رؤساء أحزاب الأمة المنقسمين، والدكتور “إبراهيم الأمين” أحد قيادات حزب الأمة القومي والأمين العام السابق للحزب، هذا الوجود المهدوي الكبير في هذا الاحتفال يجعلهم يتراجعون من الكلمة التي أطلقت في السابق الحمرة الأباها “المهدي”، وكان يعني بها المصريين، ولكن يبدو أن تطوراً كبيراً قد حدث وتغيرت المفاهيم السابقة التي كانت تنظر إلى الإخوة المصريين بمنظار آخر غير المنظار الذي ترى به الآن، وقد اتخذ الإمام “الصادق المهدي” مصر الفترة الماضية التي قاربت الأربع سنوات، مقراً لإقامته، ومن هنا حدث هذا التقارب الكبير بينهم ودحض ما يشاع من أن المهدية والأنصار لم يكونوا على علاقة طيبة طوال الفترة الماضية.
إن الاحتفال أمه عدد كبير من المسؤولين، على رأسهم الأمير “أحمد سعد عمر” وزير رئاسة مجلس الوزراء، والأستاذ “الطيّب حسن بدوي” وزير الثقافة والإعلام الاتحادي، والدكتور “غازي صلاح الدين” وعدد كبير من الإعلاميين وأعضاء السلك الدبلوماسي، وقد لفتت نظري الحفاوة التي وجدها السفير السعودي بالخرطوم، “حسن بن علي” من قبل السودانيين المشاركين في الحفل.. وقد همست في أذن السيد السفير قائلاً له لم أشاهد طوال الفترة الماضية تحلقاً كبيراً حول سفير سعودي بهذا المستوى، وحتى السيد السفير كان المبادر بلقاء السودانيين أو الجاليات المختلفة، مما يؤكد أن السيد السفير قد بدأ الانفتاح على الإعلام أولاً، وعلى المجتمع السوداني بصورة أكبر وأشمل، وقد التقطت له العديد من الصور مع الإعلاميين والمسؤولين والسفراء وكان في قمة السعادة لهذا الحراك.. وخطف الإمام “الصادق المهدي” الأنظار.. فكلما خطا خطوة أوقفه عدد من المشاركين بالتحية والسلام والتقاط الصور وظل لفترة طويلة يستمع لهؤلاء وهؤلاء وقد أجرت معه وكالة الأنباء المصرية حديثاً استغرق تقريباً ربع ساعة وهو يقف على أرجله.. أما السفير المصري “أسامة شلتوت” وهو أشبه بأم العروس في تلك الليلة.. كان يستقبل ويودع ضيوفه بكل حفاوة.. وكذا الحال أيضاً بالنسبة لـ”وئام سويلم” القنصل العام.. والمستشار الإعلامي “أحمد أبو العلا” ومدير الخطوط المصرية “محمود صقر”.. كانوا جميعاً في قمة الحفاوة والتقدير لضيوفهم.
إن ذكرى 23 يوليو ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي قلب الأمة العربية.