ربع مقال
خالد حسن لقمان
انهيار سياستنا الخارجية..!!
.. من الأمور التي بات الاتفاق عليها يقيناً هو الاضطراب وعدم التوازن الذي عليه الآن سياستنا الخارجية.. وفِي هذا لم يعد الحديث عن النجاح في المحافظة على كل المسارات أمراً مقبولاً أو مصدقاً حتى.. ولعل ما حدث أخيراً من أحداث في المنطقة العربية اختلطت معها جميع الأوراق وتبعثرت.. زاد من حيرة أداء البلاد الخارجي على نحو كبير ومؤثر وقد أصبح الوضع لنا الآن كمن خرج لتوه من (كمين مظلم).. فخرج مذعوراً لا تكاد عيناه تستقران على محجريهما محاولاً استكشاف الأرض التي يقف عليها!!.. أين نحن الآن؟؟ .. هذا السؤال لا بد وأنه يقلق الآن وبشدة الماسكين بملف علاقتنا الخارجية.. ولعل من أكثر ما أدى إلى هذه الحالة المضطربة هو ذاك التحول الحاد الذي أحرقت فيه كروت العلاقات التي تم بناؤها من أيام الإنقاذ الأولى والتي شهدت أكثر المراحل تعقيداً وصعوبة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.. وتأتي الصين وإيران كأهم هذه الكروت التي تم حرقها من أجل التطبيع مع أمريكا الذي لم يحدث حتى الآن وكذا من أجل العودة الكاملة للبيت العربي الذي تصدع الآن وانهار على من فيه من أهل الخليج وممن هم وراء النهر والبحر ولم نخرج نحن من كل هذا إلا بالوعود الكاذبة وبهذين الكرتين المحروقين.