مسألة مستعجلة
هل فكت الشرطة طلاسم اختفاء “أديبة”؟؟
نجل الدين ادم
أمس طوت شرطة ولاية الخرطوم أهم فصول قضية اختفاء السيدة “أديبة” بعد رحلة بحث مضنية وشاقة، وذلك بالكشف عن التقرير المختبري لـ(DNA)، الذي أثبت أن الجثة الطافية على النيل التي عُثر عليها متحللة، هي للسيدة “أديبة”.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل فكت الشرطة طلاسم هذا الاختفاء؟ والإجابة تحتمل نعم ولا، فإذا كان نتيجة التشريح إيجابية فإن ذلك يعني أن السيدة توفيت نتيجة حادث غرق في النيل، أما أذا أثبت الطب الشرعي العكس فإنه يعني أن هناك شبهة جنائية، ومن هنا تبدأ المرحلة الثانية للشرطة للكشف عن هوية الجناة.. كل هذه التفاصيل ستتكشف في مقبل الأيام، فنتيجة التشريح تترتب عليها أشياء مهمة في القضية.
ما أردت توضيحه أن وسائل التواصل التي أشعلت القضية ونسجت حولها خيوط الشائعات، اختلط على مروجيها المعنى ما بين الاختطاف والفقدان، فالأخيرة جرى تأويلها على أنها اختطاف فأخذت مناحي أخرى، ولفظاعة المفردة (اختطاف) فقد شدت انتباه الرأي العام، فكان الشارع السوداني ينتظر على أحر من الجمر لمعرفة حقيقة ما يثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك جرائم اختطاف تمشي بين الناس، وبخاصة ما أثير عن وجود عمليات بيع للأعضاء البشرية، لدرجة أن حالة من التوجس والخوف ضربت نفوس الناس فباتوا يصدقون كل شيء.
الصحافة تظل شريكاً أصيلاً للشرطة في كثير من مهامها، وهذا ما ينبغي أن يكون. ووصول الشرطة إلى حقيقة أن الجثة هي للسيدة “أديبة” تمثل بياناً بالعمل بأن كل ما يثار من شائعات هو عمل منظم القصد منه ضرب الاستقرار، وهذا يستوجب الكشف عن هوية من قام به.
كنت متأكداً أن شرطة المباحث لن يستعصي عليها الأمر برغم تعقيداته، وذلك من خلال ما وصلت إليه من تطور وما يتوفر لديها من كفاءات، ولكنني أقول هنا إن الصحافة أيضاً كانت بمثابة ذراع يمنى رغم وجود بعض التحفظات على ما تنشره.
(المجهر) كانت سباقة في نشر أول خبر فقدان عادي للسيدة، قبل أن يتحول إلى قضية رأي عام، وقد أفلح الزميل “محمد أزهري” في متابعة هذه القضية وتفاصيلها إلى أن عُقد المؤتمر الصحفي لمدير شرطة الولاية يوم أمس، فكان كل ما ينشر من معلومات على صفحات الصحيفة ينزل برداً وسلاماً على الأجواء الملبدة بالشائعات.. وهنا ينبغي أن يدرك المسؤولون الدور الوطني الذي تقوم به الصحافة، حيث إنها تظل فصيلاً متقدماً في تبصير الناس.
التحية لشرطة ولاية الخرطوم بقيادة مديرها سعادة اللواء “إبراهيم عثمان” على ما توصلت إليه من نتائج ساهمت في دحض الشائعات.. التحية لمباحث ولاية الخرطوم وقد عودتنا الكشف عن كل ما خفي من جرائم ولمديرها الهمام سعادة اللواء “عبد العزيز عوض حسن” على ما قام به ورجاله وما ظلوا يقومون به.. فهؤلاء يستحقون جزيل الثناء والتقدير وحُق لقيادة الشرطة أن تعتز وتفتخر بهم ووجب عليها أن تكرمهم.. والتحية لمدير إعلام شرطة الولاية سعادة العقيد “حسن التجاني” لحكمته في إدارة الملف إلى أن وصل نهايته.
وأحر التعازي لأسرة الشهيدة “أديبة”، وتقبلها الله مع الشهداء والصديقين، و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).