الحاسة السادسة
جامعة بخت الرضا.. إدارة الأزمة!!
رشان أوشي
هالتني صور انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لعشرات الطلاب يحملون حقائبهم وينهبون الأرض مشياً، علمت فيما بعد أنهم طلاب ينتمون لإقليم دارفور، غادروا مقاعد الدراسة متقدمين باستقالات جماعية من جامعة بخت الرضا بولاية النيل الأبيض، احتجاجاً لما وصفوه بالعنصرية التي مورست ضدهم من إدارة الجامعة وجهات نافذة أخرى.
بالطبع كان الأمر مدهشاً بأن بلغ الحنق بحوالي ألف طالب وطالبة، دفعهم للتخلي عن مستقبلهم الأكاديمي ومغادرة مقاعد الدراسة، إذن لابد وأن هنالك معضلة حقيقية بحاجة لعلاج جذري، وتأكدت أن جزءاً من مطالبهم إعادة زملاء لهم فصلوا فصلاً لا علاقة له بالدراسة في الجامعة.
عندما أقرت اتفاقية أبوجا عام 2006م، وبعدها أكدتها اتفاقية الدوحة لسلام دارفور، بأن يعفى طلاب الإقليم من الرسوم الدراسية، يبدو أن الدولة لم تنظر أبعد من إرضاء أطراف الاتفاقيات من الحركات المسلحة على أمل أن تتملص الدولة لاحقاً من التزامها، وهو ما حدث بالفعل، وأغضب الطلاب.
العنف الطلابي المسؤول الأول عنه طلاب الحزب الحاكم فحوادث الاعتداء على الطلاب والحرق والتدمير دائماً ما يبادرون بها حتى أصبحت سمة غالبة على المشهد السياسي في الجامعات، فأضحت أركان النقاش ليست للتنوير وإنما للتحريض على العنف، إذ لابد من تواصل بين إدارات الجامعات وطلابها وحثهم على ابتكار خطاب آخر بعيداً عن الهتر والتحريض حتى يعود النشاط اللاصفي لسيرته الأولى.
أرجو من قيادة الدولة التدخل لاحتواء أزمة طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا، فالتغاضي عن أمر كهذا كاف بدفع جيل كامل للزهد في وحدة البلاد.